الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

على مستوى العلم هل ننظر لمن فوقنا أو تحتنا؟

السؤال

السلام عليكم..

هل ينظر طالب الجامعة إلى من هو أعلى منه في الدرجات لكي ينافسه أم ينظر إلى من هو أسفل منه ليشكر نعمة الله تعالى؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الجواب فيه تفصيل:
- فإن كان الأمر يتعلق بالدنيا وما يتعلق بها من أمور، ويكون الهدف من ذلك هو التنافس عليها، وتضييع الدين والعلم والخلق فلينظر إلى من هو دونه حتى لا يزدري نعمة الله عليه.

- وإن كان الأمر يتعلق بالآخرة وما يتوصل به إليها من علم ودين وخلق؛ فلينظر إلى من هو فوقه حتى يشجع نفسه على اللحاق به والتأسي به.

ودليل ذلك ما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: ( انْظُرُوا إِلَى مَنْ هو أَسفَل مِنْكُمْ وَلا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوقَكُم؛ فهُوَ أَجْدَرُ أَن لا تَزْدَرُوا نعمةَ اللَّه عَلَيْكُمْ ). متفقٌ عَلَيْهِ، وهذا لفظ مسلمٍ.

وفي رواية البخاري بيان أوضح منه، قال صلى الله عليه وسلم: ( إِذا نَظَر أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عليهِ في المالِ وَالخَلْقِ فلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلُ مِنْهُ).

وبناء عليه: فالإنسان في أمور الدين وما يتعلق به ينظر إلى مَن فوقه؛ حتى يتأسَّى به، وحتى يعمل كعمله، وفي أمور الدنيا ينظر إلى مَن دونه؛ حتى لا يزدري نعمةَ الله عليه، وحتى لا يقنط، وحتى لا يرى أنه مظلوم.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً