الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من البلغم وضيق التنفس، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أحب أن أتوجه بالشكر للقائمين على الموقع بالإجابة على الأسئلة والمساعدة، وربنا يجعل هذا الخير في ميزان حسناتكم، وأرجو منكم إفادتي تكرما.

أنا عمري 30 عاما، منذ عام كامل وأنا أعاني من بلغم شديد مستمر ومتواصل لمدة 24 ساعة، ولا أستطيع أن آكل ولا أن أنام بسببه! والبلغم لونه أبيض رغوي، بالإضافة لضيق شديد في التنفس.

مع العلم أني لست مدخنا، لكني أسكن للأسف في منطقة عشوائية، وبجوار منزلي مكان مليء بالقمامة، وكنت أضطر يوميا أن أستعمل المبيدات الحشرية، ومعطرات الجو، والبخور، والمنظفات مثل الديتول، لكن أوقفت تماما استعمال كل هذه الأشياء بعد مرضي.

كشفت عند طبيب أمراض الصدر ولم يفدني، وكشفت عند طبيب أنف وأذن وقال لي: عندك التهاب حاد في الأنف، وكتب لي بخاخ فيليكس يحتوي على كورتيزون، وكتب لي مضاد هستامين اسمه كلاريتين، وقال لي تستمر عليهم لمدة شهرين، وقال لي الجرعة حبتا كلاريتين يوميا، و 3 مرات للبخاخ يوميا بختان في كل فتحة أنف، وبعد مرور شهر بدأت أشعر بضعف شديد في نظري، وانزعاج من الضوء، وعدم وضوح للرؤية، مع العلم أن نظري كان جيدا جدا.

اضطررت أن أذهب لأخصائي عيون وشرحت له ما حصل لي، وصف لي أخذ نظارة، وقال لي: أنت أخذت جرعة عالية من الكورتيزون في مدة قليلة وهذا سبب ضعف نظرك، ولا بد أن توقف استعمال بخاخ الكورتيزون تماما وإلا سيصيب عينيك ضرر أكبر! وحذرني من استخدام بخاخات الكورتيزون مرة أخرى حتى ولو بجرعة أقل، وبالفعل أوقفت استعماله تماما، لكن أنا لم أشفَ بعد من البلغم الشديد ومن ضيق التنفس، ولم أعد أستطيع أن أتعالج بالكورتيزون لما أصاب عيني، ولا أدري ما الحل؟!

هل أخسر عيني وآخذ بخاخ الكورتيزون، أم أعيش في عذاب البلغم وضيق التنفس ليلا ونهارا؟

أرجو أن تفيدوني وتدلوني على بديل لبخاخ الكورتيزون. أريد علاجا من غير ضرر على العين.

أعتذر على الإطالة، وجزاكم الله كل خير، وشفى الله -عز وجل- كل جسد مريض.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يفضل دراسة الحالة قبل العلاج، حيث لا بد من دراسة الجيوب الأنفية، ومحاولة تحديد مصدر هذا البلغم، حيث إنه قد يكون ناتجا من التهاب مزمن في الأنف والجيوب الأنفية، وهذه تصريفها على البلعوم بكل الأحوال، وهو ما قد يتجمع في البلعوم بسبب الكمية الزائدة.

يجب إجراء تصوير شعاعي طبقي محوري للأنف والجيوب الأنفية، ودراسة الأنف، وفتحات الجيوب الأنفية بالتنظير التلفزيوني في العيادة الاختصاصية بالأذن والأنف والحنجرة.

بالنسبة للعلاج في حال التهاب الجيوب الأنفية، وحيث أن حجر الزاوية في هذا العلاج هو بخاخ الكورتيزون الأنفي الموضعي (بالجرعة النظامية وليس بالجرعة الكبيرة التي كنت تتناولها)، وقد منعك منه طبيب العيون، فيتبقى لنا الوقاية من عوامل التحسس من جميع ما ذكرت من العوامل الكيماوية، بالإضافة لمحاولة تغيير مكان السكن بعيدا عن النفايات؛ لأنها قد تكون هي سبب التحسس الذي أدى لهذا الالتهاب المزمن في الأنف والجيوب الأنفية لديك.

وعليك بالاستمرار على مضادات التحسس مثل (لوراتادين، سيتريزين، فيكسوفينادين.. )، وهناك علاج معدل مناعي هو (سينغيولير) يمكن استخدامه مع الأدوية المذكورة بمعدل حبة واحدة يوميا.

بالنسبة للعينين: أرجح أن يكون سبب الاضطراب العيني الذي تعاني منه هو الجرعة المضاعفة من مضادات التحسس (كلاريتين)، حيث أنك تأخذ حبتين، والجرعة الصحيحة هي حبة واحدة يوميا، هذه الزيادة في الجرعة ربما تتسبب في ارتفاع الضغط داخل العين، حل هذا الارتفاع هو بالقطرات العينية المقلصة للحدقة، بحيث تفتح الزاوية العينية وتسهل تصريف سوائل العين، وهذا برأيي لا يمنع استخدام بخاخات الكورتيزون الأنفية الموضعية، والأجدر استشارة طبيب عيون آخر بهذا الخصوص.

بالنسبة للبدائل لبخاخ الكورتيزون الأنفي الموضعي: هناك بخاخات السيروم الملحي الأنفي والتي يمكن استخدامها بشكل مستمر، حيث إنها تنفع كغسول للأنف، ومع الاستمرار عليها تخف حادثة التحسس التي تسبب هذا البلغم في الأنف والبلعوم.

مع أطيب التمنيات لك بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً