الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أشعر بالتحسن على أدوية الاكتئاب، فما العلاج المناسب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله على مجهوداتكم.

أخوكم من المغرب، 26 سنة، مدرس، أعاني من الاكتئاب والقلق منذ عشر سنوات، منذ شهر زرت طبيبا نفسيا، ووصف لي نوديب 50، لكن لم أحس بأي تحسن، وبعد 26 يوما عدت عنده، فأبدلني دواء سيرديب 20 (فليوكست)، ودواء سوليان 50، ودواء لورازيبام 2.5.

أتناول الأدوية بانتظام منذ حوالي 5 أيام، لكن ليس هناك تحسن، فما هو توجيهكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ذكرت أنك تعاني من الاكتئاب والقلق منذ 10 سنوات، هل هذا الاكتئاب والقلق مستمر على طول أم يأتي في شكل نوبات، لأنه من المهم جداً يا أخي الكريم دائماً أن نفرق بين الاكتئاب كعرض والاكتئاب كمرض وكذلك القلق.

الاكتئاب كعرض قد تكون أسبابه كثيرة، وأكثر أسبابه هي الظروف الحياتية والمشاكل التي تقابل الناس، وأحياناً يكون جزءا من شخصية الإنسان.

أما الاكتئاب كمرض فهو يبدأ في وقت محدد، وأعراضه محددة، ويتخذ مساراً محدداً، وأحياناً حتى بدون العلاج يحصل شفاء تلقائي لفترة، وقد تتكرر النوبة مرة أخرى، وهكذا.

وهذا مهم جداً في الخطة العلاجية، فالاكتئاب كمرض عادة يستجيب للأدوية وإن كان بعض الناس يستجيبون لأدوية مختلفة، لكن غالب الأمر أنه يستجيب للأدوية، أما الاكتئاب كعرض والقلق كعرض له خلفية إما في حياة الشخص أو في شخصيته فهذا لا يستجيب للأدوية، ويستجيب للعلاج النفسي، فإذاً تقييم الشخص دائماً والوصول إلى المشكلة والتشخيص المناسب هو الذي يحدد العلاج.

على أي حال -يا أخي الكريم- الآن الأدوية التي بدأت تستخدمها مازالت في فترة قصيرة، لأن معظم أدوية الاكتئاب النفسي تحتاج على الأقل لفترة 6 أسابيع حتى نحكم لها أو عليها، فعليك بالصبر حتى تكمل شهرين، وإن لم تتحسن بعدها فعليك بالرجوع إلى الطبيب مرة أخرى، وتقييم حالتك وفق الأشياء التي ذكرتها لك.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً