الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعرف أن طفلي لا يعاني من التوحد؟ أرشدوني برأيكم.

السؤال

السلام عليكم

أشكر جهودكم، وكل ما تقدمونه لخدمة رواد الموقع.

لدي استفسار: طفلي البالغ من العمر ٤ سنوات يقلقني وضعه، عند ولادته كنت متعبة ولم أهتم بإرضاعه، مما سبب له ارتفاعا في الأملاح وجفافا.

مكثنا على إثرها أسبوعا في المستشفى، وكان هادئاً نوعا ما، إلا أنه كثير البكاء ليلا، ثم بعد ذلك لاحظت عليه تأخر الجلوس والحبو والمشي، ولكن عند كل تطعيم يقولون لي: أن تأخرة لا يزال في الحد الطبيعي، بمعنى على سبيل المثال: الطفل الطبيعي يمشي من ١٠ شهور إلى ١٨ شهرا، وهذا هو المعدل الطبيعي، فابني تأخر إلى ١٨ شهر، مشى فيها وعلى ذلك كان نموه أشبه بالبطيء، حتى أنه الآن يبلغ من العمر ٤ سنوات ولا يزال كلامه وإدراكه كطفل أصغر من عمره.

يتكلم بكل الكلام، يعني يتكلم بكل الجمل، كأن يقول أعطيني كوب ماء، أو أريد الذهاب معك، وكل كلامه واضح إلا أن الطريقة هي كطفل أقل عمرا من عمره.

أيضا هو يحب الناس واللعب إلا أنه لا يجيد اكتساب الصداقات، وهو عدائي بعض الشيء من أقرانه، ويحب أن يتعارك، ويضحك وهو يتعارك مع الأطفال، متعلق بأبيه كثيرا، يحب أن يصاحبه في كل مكان، لا يجيد بعض المهارات كدخول الحمام وارتداء ملابسه.

دخل الروضة هذه السنة، ووجد صعوبة بالغة في استيعاب الدروس، والتركيز في الصف معدوم، فما تقييمكم لحالته، هل هو توحد أم ماذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لمياء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لهذا الابن العافية.

كما نعرف الأطفال يتفاوتون في مقدراتهم، وإكمال وإتمام مراحلهم الارتقائية واكتساب المهارات، وإذا وضعنا الأطفال على درجات معيّنة من اكتساب المهارات فسوف يظهر هذا التباين بصورة واضحة جدًّا، فإذًا هنالك طيف متباعد ومتباين في المقدرات لدى الأطفال، وكل هؤلاء نعتبرهم في مرحلة طبيعية، ونستطيع نقول 2.5 فقط من الأطفال هم الذين لديهم ضعف حقيقي في الإدراك وتطوير المهارات، ويوجد أيضًا 2.5 من الأطفال تكون مهاراتهم أعلى من المعدّل المعروف بالنسبة لأقرانهم.

أنا لا زلتُ أرى هذا الطفل في الطيف الطبيعي، قد يكون في الدرجة الدُّنيا من الطيف الطبيعي، لكنه ما دام في الطيف الطبيعي فمعنى هذا أنه يمكن أن يتطور ويرتقي في سلِّم المهارات.

حتى تطمئني -أيتها الفاضلة الكريمة- أرجو أن تعرضي طفلك على طبيب نفسي مختص في الطب النفسي للأطفال، سوف يقوم بتقييمه تقييمًا كاملاً من حيث ذكائه، من حيث تفاعله الوجداني والاجتماعي ومهاراته الكلامية والإدراكية وحتى السمعية والبصرية.

بهذه الكيفية سوف تكونين مطمئنة، أمَّا إذا لم يتوفر في منطقتكم -أو إذا كان- الطبيب المختص غير موجود يمكن طبيب أطفال تقييمه، وبصفة عامة من وجهة نظري: هذا الطفل يحتاج للمزيد من المثابرة والتفاعل مع الأطفال الآخرين، حتى وإن كان عدائيًا بعض الشيء، لكن هذا سوف يختفي، الطفل يكتسب مهاراته من الأطفال الآخرين، وقطعًا التدريب على دخول الحمام مهم، ويحتاج منك لشيء من الجهد.

الجئي لمبدأ التحفيز، هذا مبدأ ممتاز، دائمًا عزّزي السلوك الإيجابي في الطفل، والعلاج عن طريق اللعب علاجًا ممتازًا وفاعلاً، لاعبي طفلك، انزلي لمستواه، هنالك الكثير من الألعاب التي فيها الصفات التعليمية، هذه أيضًا يمكن أن يُستفاد منها، وأنا أشبه الطفل بآدم عندما خلقه الله تعالى، تعلَّم الأسماء كلها وتعلَّم الأشياء، يعني هذه طبيعة في الإنسان يتعلَّم شيئًا فشيئًا حتى يصل إلى مستواه الارتقائي من تلك المرحلة من عمره، وكل هذا يطور الطفل، فاللغة سوف تتطور، والمهارات الاجتماعية إن شاء الله سوف تتطور، وهذا كله من خلال التحفيز والتعلُّم، المهارات تزداد لكنها لا تزداد فطريًّا أو تلقائيًا، إنما تزداد من خلال اكتسابها عن طريق التعلُّم الإيجابي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً