الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما أسباب كثرة بكاء الأطفال الرُّضع وكيف يتم معالجتها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي مشكلة مع نوم طفلتي البالغة من العمر 6 أشهر، الحمد الله هي بصحة جيدة، وقد عرضتها على أكثر من دكتور، لكنها ترفض النوم بالليل وتبكي، مع أن النعاس قد استحوذ عليها، لكنها تقاوم النوم، وأبقى معها محاولة في أن تنام، وقد تصل المدة التي أقضيها معها محاولة في أن تنام إلى الساعتين، وبعد أن أنجح في جعلها تنام لا يستغرق نومها أكثر من نصف ساعة وتستيقظ من جديد وتعود في بكاء، وأعاود محاولة أن أجعلها تنام، وهكذا طوال الليل!

الأمر أتعبني بشكل كبير، وقد جربت أن أجعلها لا تنام في النهار، لكن نفس الوضع! ترفض النوم بالليل وفي النهار، إذا رغبت في النوم لا بد أن تبكي، وترفض النوم، وأجعلها تنام بصعوبة، وفي النهار تتعبني أيضا، ما أن أعطيها لعبة أو أجعلها في وضعية معينة سريعا ما تمل، ثم تقوم بالبكاء، وأغير وضعيتها أو لعبتها، وهكذا طوال الوقت، وإن تجاهلتها لا تسكت، تستمر في البكاء قد تصل إلى ساعة كاملة حتى أسمع أنفاسها قد تعبت أضطر أن أذهب لها!

هي كثيرة البكاء دون سبب، لقد تعبت معها، فلا أنام، ولا أستطيع القيام بشيء بسببها.

ما أسباب هذه المشكلة؟ وكيف لي معالجتها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ SOK ABDALLAH حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لابنتك الصحة والعافية.

الطفل في هذا العمر -أي ستة أشهر- لا بد أن نتأكد أنه ليس لديه علّة عضوية، آلام البطن، وتجمع الغازات على وجه الخصوص قد يجعل الطفل في هذا السن في حالة من القلق، واضطراب النوم، ومحاولة الطفل أن يعوض عن ذلك بأن يكون قريبًا جدًّا من والدته، وأيضًا هذه هي السن التي تبدأ فيها مرحلة التسنين، وكثير من الأطفال يُعانون من بعض الآلام التي تحدث في الفم، وفي منطقة اللثة على وجه الخصوص، وهذا أيضًا يؤدي إلى قلق وإلى توتر وبكاء من الطفل، واضطرابٍ في النوم.

أنا أرى أن تُعرض هذه الطفلة على طبيب مختص في الأطفال ليقوم بفحصها، والتأكد من حالتها العضوية، اضطرابات الجهاز الهضمي على وجه الخصوص مهم، نوعية الحليب الذي تتناوله أيضًا يجب أن نتأكد منه، ربما يكون لديها حساسية للاكتوز مثلاً، التسنين هذا أيضًا أمرٌ مهم، وفي بعض المرات فقر الدم، هذا أيضًا قد يؤدي إلى صراخ وعويل واضطراب في النوم.

وأمرٌ آخر لا بد أن أشير إليه: بعض الأمهات نسبةً للإجهاد النفسي والجسدي قد يقلّ لديهنَّ تحمّل الطفل، ممَّا يزيد من صراخ الطفل، بمعنى أن الطفل ليس يُرفض الرفض بمعنى الرفض، لكنّ الأم لا تتحمّله، قد تنفعل فيه، وأي انفعال من جانب الأم نحو الطفل حتى وإن كان في عمر ستة أشهر سوف يأخذه الطفل أمرًا سلبيًا ويتفاعل معه بصورة سلبية، ويحاول استدرار العطف أكثر وأكثر.

هذه هي الأسباب التي أراها، وأرجو أن تذهبي بالطفلة للطبيب -طبيب الأطفال وليس الطبيب النفسي- وذلك للتأكد من الأسباب العضوية التي قد تؤدي إلى اضطراب النوم وكثرة البكاء.

وأرجو -أيتها الفاضلة الكريمة- أيضًا أن تقرئي على الطفلة، اقرئي سورة الفاتحة، وآية الكرسي، والمعوذتين، وخواتيم سورة البقرة، هذا فيه خير كثير جدًّا بالنسبة للطفلة -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً