الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إرشادات في كيفية رعاية البنت في ظل إصرار أهل أمها المتوفاة على أخذها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

الأخ الدكتور الفاضل أحمد الفرجابي! جزاك الله خيراً على إجابتك ونصحك لي في الاستشارة رقم 237872 فيما يتعلق ببقائي في بلاد الغربة، حيث قلت: إن المسلم إذا وجد مكاناً يعان فيه على طاعة ربه يلزمه ويحرص عليه، وهذا والله نعم الرأي.

لكن فيما يتعلق بموضوع ابنتي فقد قلت: "وننصحك بالمسارعة بالزواج وضم الطفلة الصغيرة إليك لتحسن تربيتها وتكتمل بذلك سعادتك"، لكن الأخ الدكتور أحمد محمد نصر الله في استشارة سابقة قدمها لي قال حول موضوع البنت: "فيما يتعلق بحضانة البنت فهُم أخي أولى بها -يقصد أصهاري- لا سيما جدتها لأمها، ثم خالتها، فهؤلاء أولى من الأب ومن جدة الأب، فحق الحضانة للبنت لهم، وأنت من حقك رؤيتها وزيارتها، وأرجو ألا تقدم على الشكوى للقضاء، بل حاول أن تُعالج أمر الزيارة ودياً بينكم"، فهل لكم -جزاكم الله خيراً- أن تدلوني على السبل التي يمكنني معها ضم ابنتي؟ وكيف أوفق بين الرأيين؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Ass حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله العظيم أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يحفظ لك بنتك، وأن ينبتها نباتاً حسناً، وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

لا شك أن وجود الأطفال إلى جوار والدهم نعمة عظمية عليهم وعلى والدهم، وقد امتن الله على بعض الكفار مذكراً لهم بنعمه العظيمة فقال سبحانه: {وَبَنِينَ شُهُودًا}، فمن سعادة الوالدين أن يكون الأبناء معهم.

وأفضل الحلول هو أن تختار امرأة من أهل زوجتك المتوفاة – رحمة الله عليها – كأخواتها أو خالاتها أو بنات عمومتها؛ لأن أقرباء الزوجة هم أرحم الناس بأطفالها، بخلاف المرأة الغريبة التي ربما تقسو على طفلتك، وغالباً ما يرفض أهل الزوجة الأولى أن يعطوك بنتك إذا لم تكن الزوجة الجديدة منهم، والحق معهم في ذلك خاصة وطفلتك لا تزال صغيرة.

وإذا لم يتيسر هذا الحل فمن الممكن أن تتزوج من تصلح معك من النساء مع ضرورة أن تخبرها بأن لك طفلة صغيرة وأنك تنتظر منها أن تتلطف معها وترعى حقها، ثم تسكن إلى جوار أصهارك القدامى حتى تتمكن من رؤية ابنتك والإشراف على تربيتها وتعليمها، وسوف تتمكن بحسن معاملتك للطفلة من استمالتها إليك ورغبتها في أن تكون معك.

وفي كل الأحوال فإن الأمر هين لأن الطفلة لا تزال صغيرة، وسوف تحتاج إليك أكثر بعد سنوات؛ فاحرص على أن ترتب وضعاً مريحاً لك ولها، مستعيناً بالله، وكن وفياً لأهل زوجتك حريصاً على فعل الخيرات، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته.

ولا أظن أن هناك تعارضاً بين الرأيين؛ لأن كل رأي كان إجابة لسؤال مختلف، وعموماً فنحن إخوانك وكلنا يرغب في مساعدتك، ومرحباً بك في موقعك وبين إخوانك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً