الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من قلق وتوتر واضطراب في النوم، وعندي مشاكل حياتية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب متزوج، وأبلغ من العمر 37 سنة، منذ فترة وأنا متغرب في السعودية أحسست بأعراض قلق وتوتر دائم، وعدم القدرة على النوم نظرا لضغوط الحياة، والوحدة، والعمل، بمعنى يمكن ألا أنام لمدة تصل إلى ثلاثة أيام متواصلة، والنوم بالنسبة لي أصبح كابوسا، عندما أفكر أني سوف أدخل لأنام أشعر ببعض الأعراض مثل: التوتر، والقلق، وضربات القلب تصبح سريعة وقوية.

ذهب لدكتور نفسي ووصف لي دواء اسمه ميرزاجن 15 مجم حبة واحدة مساء لمدة شهر، ثم طلب مني أن أوقفه عندما تحسن النوم عندي، ووصف لي الزيلاكس 20 مجم أول أسبوعين، ثم أصبحت 30 مجم لمدة 6 أشهر، ثم قال لي استمر على جرعة 20 مجم أطول فترة ممكنة، ثم توقفت عنه بالتدريج.

الآن وبعد التوقف عن تناول الدواء بفترة 3 أشهر عاودتني نفس الأعراض، وأهمها عدم القدرة على النوم، وهذا الشيء يدمر أعصابي وتركيزي، فماذا أفعل بالله عليكم؟ هل أعود إلى استخدام هذا الدواء بنفس الكيفية مرة أخرى؟ علما بأني تحسنت كثيرا عند استعمال الميرزاجن والزيلاكس، أم بماذا تنصحوني؟ وهل سأظل على هذا الحال؟ بمعنى كل ما أصبح بحالة جيدة وأترك العلاج مع أول مشكلة أو ضغط يقابلني في حياتي تعاودني نفس الأعراض، فأضطر إلى استخدام العلاج مرة أخرى، وإذا كان كذلك فهل استخدام مثل هذه العلاجات لفترات طويلة فمن الممكن أن تؤثر على أي شيء بالجسم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك توجّه وسط الأطباء والمعالجين النفسيين بأنه في وجود أحداث حياتية ومشاكل تواجه الشخص يجب عدم الاعتماد على الأدوية لوحدها في العلاج؛ لأن الإنسان عنده مخزون لمواجهة المشاكل، مهما كانت كبيرة، ويستطيع التأقلم عليها وتخطِّيها، وأحيانًا الأدوية تؤدي إلى ضعف آلية الإنسان في التخلص من هذه المشاكل أو التعامل معها، ولذلك الأطباء لا يفضّلون اللجوء إلى الأدوية عندما تكون المشاكل النفسية ناتجة عن مشاكل حقيقية وأحداث حقيقية يعيشها الشخص.

ولعلَّك وقعت في هذا الإطار، وطالما المشكلة يكون معها مشكلة نوم فهذا أيضًا يؤثّر عليك بطريقة أخرى سالبة، وفي رأيي -أخي الكريم- أن تعود للميرتازبين أو للمزارجين 15 مليجرام لوحده، وهذا الدواء غير أنه مُهدئ ويُساعد في النوم هو أيضًا يُساعد في القلق والاكتئاب، وليس منه إدمان، وهذا هو المهم، الإدمان يحصل لمشتقات البنزوديزبين، ولكن هذا الدواء ليس منه إدمان، فأرى أن ترجع للميرتازبين 15 مليجرام، ويمكن أن تستعمله من شهرٍ إلى ثلاثة أشهر، حتى يتعدّل النوم لديك وتختفي هذه الأعراض، وبعد ذلك يمكنك التوقف عنه ومحاولة معالجة مشاكلك -أخي الكريم- بطريقة نفسيّة، بتجاهلها، أو بالتعايش معها، حتى لا تضطرّ كل مرة أن تأخذ الأدوية -كما ذكرت- عندما تحصل لك مشكلة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً