الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرهاب الاجتماعي والخوف من آراء الآخرين جعلني منعزلا عن الحياة

السؤال

السلام عليكم

أعاني من الرهاب الاجتماعي منذ الطفولة، والأمور تحسنت -والحمد لله- مع الوقت بالمجهود والأدوية مثل: اللسترال 100 والإندرال 40، وأتناولها منذ 10 سنوات يوميا، فساعدتني في التخلص من الأعراض الجسدية وتحسين المزاج، ولكن الأفكار السلبية ما زالت موجودة، وتؤثر على حياتي اليومية.

ما زلت أشعر بالخوف من رأي الناس، أنا مقتنع كليا من استحالة معرفة ما يفكر فيه الآخرون، وحتى إن فكروا بشكل سلبي، فلا يوجد تأثير حقيقي علي يستدعي كل هذا الخوف.

تعرضت للإحراج مرات عديدة، وأدرك أن رأي الناس لا يعني أي شيء، ومع ذلك ما زال الخوف والرغبة في الانعزال موجودا ويؤثر على حياتي، ولا أرتاح في أية مناسبة اجتماعية.

أرجو منكم إفادتي بما يمكن عمله للتخلص من هذا الخوف، هل هناك أدوية مناسبة لحالتي؟ وهل الاستمرار لفترات طويلة على الأدوية آمن؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

استعمال الأدوية لأكثر من 10 سنوات هذه فترة طويلة -يا أخي الكريم-، وكان لا بد من مراجعة هذا الأمر والتوقف أو الاستبدال، أو معرفة لماذا تحتاج لهذه الأدوية لفترة طويلة؟

طالما أن هذا الرهاب بدأ من الطفولة فكان يجب أن يكون هناك تقييما شاملا للوضع، وقد تحتاج إلى علاج نفسي، فعندما يكون الشيء من الطفولة، فيكون قد أصبح نمطا من أنماط الشخصية أو سمة من سمات الشخصية، وهذه لا تعالج بالأدوية فقط، بل علاجها بالعلاج النفسي.

إن الدوائين اللذان تستعملهما: الإندرال هو فعلا يعالج الأعراض الجسدية للقلق والتوتر، ولكنه لا يعالج المكون النفسي، والسيرترالين ليس فعالا في القلق والتوتر، ولكنه علاج طيب للاكتئاب النفسي، وللرهاب الاجتماعي غير المصحوب بأعرض القلق والتوتر الشديدين، وهذا يفسر ما يحصل معك الآن، فقد تحسنت الأعراض الجسدية نتيجة استعمال الإندرال وتحسن المزاج نتيجة استعمال السيرترالين، ولكن ما زالت عندك أعراض الخوف والتوتر، فلذلك يجب استبدال السيرترالين بدواء آخر أكثر فاعلية للخوف والقلق، وأنصحك بالسبرالكس، وهو استالبرام وهو من فصيلة الأس أس أر أيز، ولكن يجب أن يكون هذا بحذر، السيرترالين أنت مستمر عليه لمدة 10 سنوات فلا بد من خفضه بالتدرج الشديد، وقد تحتاج لعدة شهور حتى يتوقف السيرترالين؛ لأن 10 سنوات فترة طويلة.

توقف السيرترالين بحذر ثم تضيف السبرالكس، مثلاً قد تضطر أن تحذف ربع الجرعة من السيرترالين كل أسبوعين وتضيف نصف حبة من السبرالكس، ثم بعد الأسبوعين الربع الآخر، ثم بعد ذلك تبدأ في استعمال السبرالكس مع السيرترالين لفترة معينة حتى يتوقف السيرترالين نهائياً، وبعد ذلك تبدأ في الاستمرار في استعمال السبرالكس، ولكن الأهم من هذا كله العلاج النفسي، لا بد من علاج نفسي؛ لأن العلاج الدوائي لوحده وبهذه الفترة الطويلة ينم عن أنك تحتاج إلى تدخل آخر غير الأدوية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً