الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الشعرانية الزائدة والأدوية غير مجدية

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة أبلغ من العمر 21 سنة، بلغت وأنا في عمر 13 سنة، وكانت الدورة عندي منتظمة ولكنها غزيرة وتستمر 6 أيام فأكثر.

منذ فترة طويلة بدأ عندي اضطراب في مواعيد الدورة حيث تتأخر في نزولها (تنزل بعد 34 - 44 يوما)، وتستمر 4 إلى 5 أيام، ويكون الدم غزيرا في اليوم الأول والثاني فقط، ولم ألاحظ إذا درجة الألم قد زادت لأنني كنت أعاني من ذلك منذ بداية بلوغي، حيث أن الألم كان شديدا.

ما يرهقني في هذه المسألة هو الشعرانية، فأنا منذ طفولتي كنت أعاني منها، ولكن في الفترة الأخيرة بدأت هذه المشكلة في ازدياد، وبدأت أدخل في حالة اكتئاب؛ لأن الشعرانية التي لدي لم أرَ مثلها في أحد من أقراني منذ أن كنت صغيرة (حيث أنني أضطر إلى إزالة شعر وجهي بشكل يومي في الفترة الأخيرة)، ولا أبالغ بذلك لدرجة أنه بدأ يظهر لون أخضر بشكل واضح على المنطقة العلوية للشفاه، وبدأت أتعرض للإحراج.

الآن أنا خائفة من وجود تكيس على المبايض، أم من وجود اختلال في الغدة؛ لأنني لاحظت منذ أيام وجود كتلة صلبة تحت الإبط تؤلمني في بعض الأحيان، كما أعاني من وجود البطن الكبير (الكرش) بشكل كبير ولدي تساقط في الشعر، فما هي الفحوصات التي يجب عليّ عملها، وهل علاج متلازمة التكيس طويل الأمد؟ لأنني أقلق كثيرا من هذه الناحية خاصة أن قلقي الشديد هو ما يجعلني أتردد من اللجوء إلى الطبيبة، وما يقلقني أكثر هو عدم وجود علاج لمشكلتي، أو أن أصبح عقيما -لا قدر الله-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Jode حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أتفهم خوفك وقلقك -يا ابنتي- لكن يجب ألا تجعلي من هذا الخوف والقلق عائقا يمنعك عن مراجعة الطبيبة, لأن علاج أي حالة طبية مبكرا سيعطي دائما نتائج أفضل, وليس من الطبيعي أن تبقى الدورة عندك متباعدة لأكثر من 34 يوما, ويجب علاج الحالة حتى لو كنت غير متزوجة حتى لا تؤثر على بطانة الرحم على المدى البعيد -لا قدر الله-.

إن الأعراض التي تشتكين منها (تباعد الدورة, الشعر الزائد في أمكان غير مألوفة للنساء, تساقط الشعر, السمنة الجذعية أو الكرش) كل هذه الأعراض توحي بوجود تكيس على المبيضين عندك, حتى لو لم يظهر ذلك بالتحليل أو بالتصوير التلفزيوني, لكن يجب عليك عمل التحاليل الهرمونية التالية: LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON- TSH- FREE T3-T4- PROLACTIN- DHEAS، ويجب عملها في ثاني أو ثالث يوم من الدورة وفي الصباح.

إذا تبين وجود خلل ما فبعلاجه ستعود الدورة وتنتظم, وستختفي الأعراض المزعجة أيضا -بإذن الله تعالى-، أما إذا تبين بأن التحاليل طبيعية فسيكون السبب هو وجود تكيس على المبيضين لكنه غير ظاهر بالتحليل لغاية الآن, وهنا نعتمد على الأعراض التي تعانين منها في وضع التشخيص, ويجب علاج الحالة بناء على هذا الأساس.

وبالنسبة للكتلة التي تشعرين بها تحت الإبط فاحتمال أن تكون غدة حليب متوضعة تحت الإبط، وقد تضخمت هذه الغدة بسبب تكيس المبيضين, لأن التكيس يسبب أحيانا ارتفاعا في هرمون الحليب, أو لربما تكون عقدة لمفاوية متضخمة, والأفضل أن يتم فحصها من قبل طبيبة مختصة؛ للتأكد من طبيعتها.

ولعلاج التكيس ننصح بما يلي:
1- ممارسة الرياضة بشكل يومي لمدة ساعة.

2- اتباع نمط حياة صحي، وتناول الأطعمة الصحية التي يكثر فيها البروتين والخضروات والفاكهة الطازجة، مع تفادي الأطعمة التي تحتوي على مواد حافظة أو منكهات أو ملونات.

3- تناول حبوب تسمى (الغلكوفاج) حبة واحدة يوميا من عيار 500 ملغ في الأسبوع الأول, ثم حبتين يوميا في الأسبوع الثاني, ثم ثلاث حبات في الأسبوع الثالث, ثم بعد ذلك الاستمرار على ثلاث حبات يوميا لمدة لا تقل عن 9 أشهر, ويتم بعدها إعادة تقييم الحالة من جديد.

4- تنظيم الدورة عن طريق حبوب منع الحمل من النوع ثنائي الهرمونات مثل (ياسمين أو جينيرا) لمدة لا تقل عن 9 أشهر، وذلك لأن هذه الحبوب تعمل أيضا على إزالة التكيس، وبعد الانتهاء من العلاج يجب إعادة تقييم الحالة من جديد.

أسأل الله -عز وجل- أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً