الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التخيلات وأحلام اليقظة تلاحقني حتى أثناء عملي ورياضتي.. أريد حلا

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 23 سنة، طالب جامعي، وعامل في محل سوبر ماركت، أعاني من مشكلة منذ الصغر، وهي كثرة التخيلات وأحلام اليقظة، ففي الكثير من أوقات الفراغ أجد نفسي منغمسا في التخيل بأنني شخصية مشهورة والناس ينظرون إلي.

كما أني أعاني من ضعف في الثقة في النفس، فأتخيل بأنني أتحدث في مواقف بطريقة واثقة والناس منبهرة بي، ولقد أتعبني هذا التفكير، وأصبح يأخذ من وقتي الكثير، وعلى الرغم من أنني أعلم بأن ذلك يضرني إلا أنني لم أستطع إيقافه وتتطور الأمر، وأصبحت تلك التخيلات تأتيني في أوقات العمل، وفي الدراسة، وحتى وأنا أمارس الرياضة، وأصبحت شخصا انعزاليا، أفضل الجلوس وحدي، والتخيل على الاندماج في المجتمع، والتحدث مع الناس؛ لأني أجد راحتي في ذلك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hamza حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قطعًا أنت لست مريضًا، وهذه مجرد ظاهرة، ويُقال أن أحلام اليقظة تُساعد على الإبداع، لكن في حالتك يظهر أن الأمر قد خرج عن النطاق المقبول وأصبحت شاغلة لك.

أحلام اليقظة بهذه الكيفية المكثّفة دليل على وجود قلق نفسي، فأنا أقول لك: لا تقلق، كن مسترخيًا، مارس الرياضة، ومارس بعض التمارين الاسترخائية، وإسلام ويب لديها استشارة رقمها (2136015) أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين الرياضية، فأرجو أن ترجع لهذه الاستشارة وتلتزم بتطبيق ما ورد بها، وسوف تجد فيها فائدة كبيرة جدًّا.

أيها الفاضل الكريم: حقيقة يجب أن أثني على مجاهداتك، فأنت تدرس وتعمل في سوبرماركت في ذات الوقت، هذا أمرٌ حقيقة محمود جدًّا، ويجب أن أهنئك على هذا الذي تقوم به، وأنا متأكد أنك سوف تجني خيرًا كثيرًا من ذلك، تُطوّر مهاراتك، وتُطوّر مقدراتك، وتعتمد على نفسك، وإن شاء الله تعالى بعد التخرّج سوف تزداد قناعاتك بالعمل، وأنا أراك -إن شاء الله تعالى- شخصًا موفَّقًا في المستقبل.

إذًا لا تنشغل بهذه الخيالات، وكما ذكرتُ لك الرياضة والتمارين الاسترخائية سوف تفيدك، ولا تنعزل أبدًا عن الآخرين، ويمكن أن تنتقل بهذه الأحلام – أي أحلام اليقظة – وتجعلها مثلاً أكثر إيجابيةً بالنسبة لك: احفظ شيئًا من القرآن وحاول أن تُردِّده في أوقات الفراغ، ركِّزْ في شيءٍ واحد في ذات الوقت، ولا تجعل تفكيرك مُشتَّتًا.

وإذا تناولت أحد مضادات القلق سيكونُ مفيدًا لك جدًّا، وعقار (دوجماتيل) والذي يُسمَّى علميًا (سلبرايد) بجرعة صغيرة سوف يفيدك، الجرعة هي: خمسين مليجرامًا، تناولها يوميًا لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

أؤكد لك أنك لست مريضًا، خيالك خصب، يحتاجُ لشيءٍ من التوجيه، وإذا لجأت أيضًا للكتابة وتدوين ما تحلم به سوف يفيدك، فإذا لجأت لبعض المقاطع المفيدة، قصص وشيء من هذا القبيل هذا أيضًا سوف يُساعدك للتطور الفكري، ويتحول القلق إلى قلق مفيد.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً