الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نفور الزوجة من زوجها نتيجة إعراضه عنها وتجاهله لها في السابق رغم تحسنه في الوقت الحالي

السؤال

حاولت إسعاد زوجي منذ تزوجته بكل ما في وسعي من التزين والمعاملة... إلخ، لكنني صدمت برفضه لبعض الزينة والتصرفات الجميلة مني! ناقشته فقال لي أن هذا طبعه، مع أني كنت عروساً، أطعته وأقلمت نفسي على رسميته، أنجبت أطفالاً وما زال يطالبني بالتقليل من الأمور التي ذكرتها!

وبعد عدة سنوات تزوج امرأة أخرى من بلد آخر بحجة التنويع بالنساء، أخبروني إخوته وأهله بأن حلمه قبل أن يتزوجني هو أن يتزوج من تلك البلاد، تقبلت الموضوع بكل عقلانية وصبر، لكنه زاد سوءاً وهروباً مني، تيقنت واستنصرت بربي أن يهدئ الأمور، طلقني ولأسباب تافهة ثم راجعني وتحسن كثيراً!

وزادت مشاكله مع زوجته الأخرى مع أنه أحبها كثيراً وكان يتقبل منها كل شيء جميل أمام ناظري، ومشكلتي هي أنني لم أعد أحبه مثل السابق فأرتاح كثيراً إذا ابتعد، وأقلق إذا أتى! أحاول أن أرجع كما كنت لكنني لا أستطيع!

طلبت منه أن يبتعد ويتركني مع الأولاد، لكنه رفض، يزيد تحسناً ولا أستطيع أن أتقبله، كيف أحسن من سلوكياتي؟ مع العلم أنني سامحته من كل قلبي عما بدر منه، لكنني أريد أن أحس أنني أتقبله بشكل طبيعي، مع العلم أني أعاني من مشكلتي هذه منذ سنتين.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فبارك الله لك في زوجك وأولادك، وكثر في أمتنا من أمثالك، ورزقك السداد والرشاد وأصلح بالك.

شكراً لك على هذا الوعي والوفاء، وليت بنات المسلمين يفكرن بهذه الطريقة، وقد أعجبني لجوءك إلى الله فإنه يجيب المضطر إذا دعاه، وأسعدني حرصك ورغبتك في كل خطوة إلى الأمام، واعترافك بتحسن الزوج ومنحه الفرص الكثيرة حتى أصبح يتعلق بك ويتحسن يوماً بعد يوم.

وأرجو أن تحاولي نسيان مرارة الماضي وفتح صفحة جديدة مع هذا الرجل ومما يساعدك على ذلك ما يلي:

1- أن تعرفي أن ما حدث كان بقضاء وقدر، والمؤمنة ترضى بقضاء الله وقدره.

2- أن تتذكري أنه لا مانع شرعاً من أن يتزوج الرجل بزوجة ثانية؛ فلا تتأثري بتحريض الناس ولا بما بثته وسائل الإعلام، ولكن الصواب أن ننظر في الذي كان عليه الصحابة الكرام.

3- لا بد أن تعلمي أن هذا الرجل ما كان ليعرف قيمتك وفضلك إذا لم يُقدم على تجربة أخرى مع زوجة زعم أنه أحبها، ولكن الحب الحقيقي هو الذي يصمد أما الأزمات وليس بالمظاهر وكلمات المجاملة.

4- تذكري أن التودد للزوج وإظهار السرور به طاعة لله.

5- اطلبي منه أن يهتم بمظهره أكثر وأكثر.

6- من كمال الإيمان وجميل الخصال العفو عن المقصر ونسيان الماضي، قال تعالى على لسان نبيه يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: (( لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ))[يوسف:92].

7- حاولي دائماً أن تتذكري محاسن هذا الزوج وليس ما عنده من المساوئ.

8- تأكدي أن سعادة أطفالك لا تتحقق إلا بوجود ركن المنزل (الأب) حتى ولو كان مقصراً، واطلبي منهم أن يكونوا بارِّين له.

9- تعوذي بالله من الشيطان، وأكثري من تلاوة القرآن، وسوف تعود الأمور إلى وضعها الطبيعي بحول الله وقدرته، ثم بسبب هذا العقل والوعي الذي وهبه الله لك، ونسأل الله أن يغفر الذنوب ويؤلف بين القلوب.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر هيام

    اللهم اكثر من امثالك وبارك فيكى بس مش كلنا بالعقليه دى

  • الجزائر العفيفة أم زين

    سلام حبيبتي، أشعر بمعاناتكي، كوني متزوجة،أعرف انكي ضحيتي كثيراً لأجله،تسامحتي وتغاضيتي لأجله،ومزيد ومزيد من العطاء، كل هذا جعلكي منهكة من البذل والبذل، ولم تتلقي عطاء ومقابلا على الأقل،هو قد عاد،لأنه عرف قيمتكي،واشكري في اعماقك الزوجة الثانية،فعسى أن تكرهو شيئ وهو خير لكم،فبفضل تواجدها في حياة زوجك، عرف قيمتكي،رغم عودته ومحاولاته في التحسن،تشعرين أنه. قد تأخر كثيراً،فما الخيارات؟أن تنفصلي عنه/لكن،لماذا،يجب أن تملكي عذراً شرعياً حتى لا تصنفي من النساء اللاتي تحرم عليهن الجنة لانهن طلبن الطلاق بغير عذر شرعي(انظري في قانون الأحوال الشخصية )،أما إن وجدتي لكي عذراً شرعياً،فهل أنت متأكدة من قرار طلب الطلاق،تبعاته،عواقبه،هل أنت مستعدة لتحملها ومن دون ندم أو انهيار لاحقاً.. وووو....،أما إذا اخترتي الاستمرار فحاولي بداية صفحة جديدة تماماً معه مادمتي قد قررتي مسامحته وان تعطيه فرصة،اقرأي كلما يتعلق بالعلاقة الزوجية والإنسانية ومهارات التواصل،لا تعطي أكثر فتشعري بالظلم والاجحاف، توقفي أحيانا لتسمحي له بأن يدللكي ولتسمحي له بأن يلاحقكي أحياناً،وتشبعي غريزة الصياد فيه، وتشبعي غروركي الأنثوي...
    وأخيراً،تقربي إلى الله بكل أنواع التقرب وأهمها الدعاء، وسترين العجب العجاب بإذن الله، فوالله أسمى وأصدق وادوم علاقة هي علاقة العبد بربه....

  • العفيفة أم زين

    كتكملة:حبيبتي في الله،مارسي اذا اخترتي الاستمرار مع زوجكي ما يسمى بفن القناعة والرضا بالاقدار والنظر إلى الإيجابيات،عيشي السعادة المحمدية التي تقضي ب:من أصبح آمناً في سربه معافا في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها، فهناك من هن أسوأ حالا منكي، وتذكري ابنائكي،اقرأي كلما يتعلق بثقافة العلاقات الزوجية والإنسانية، وخصوصاً كتاب (الرجال من المريخ والنساء من الزهرة)، كتاب رائع جداً جدا في مجال العلاقات الزوجية)،أما عن شعوركي بعدم التقبل فهو طبيعي جدآ،لا تشعري بالذنب أو الارتباك اتجاه هذا الشعور، أنه يسمى بأزمة التوقعات،فقد يكبت الفرد الألم لسنوات لكن إذا تحقق له ما يريد فجأة يتحرر كل ألمه المكبوت ليشفى تدريجياً،لذلك صارحي زوجكي من دون أن تجرحيه، واعرضي عليه أن يصبر على شعورها الحالي نحوه بعدم التقبل وان يتفهمها وأنها مرحلة وستمر بإذن الله لكن دون أن تعطيه مدة زمنية محددة بوقت انتهائها، على ألا تستسلمي تماماً لها وحاولي وادعي الله ليل نهار فوالله هو خير سند، وإن يريدا اصلاحا يوفق الله بينهما، أما عن أعراضه عنكي في بداية زواجكما رغم كل محاولاتك فذلك والله أعلم، دليل واضح على أنه لم يكن يحبكي ولم يكن يريد منكي جميلا حتى لا يشعر بالذنب ولأنه كان على ما يبدو تحقيق رغبته في الزواج من امرأة من البلد الذي أرادها أو ربما كان يحبها قبلا،لكنه تزوج بكي انت لا بها، وعندما تسنت له الفرصة واشبع رغبته وحقق ما يريد،عرف أن وعسى أن تحبو شيء وهو شر لكم، أما معكي فعرف أن وعسى أن تكرهو شيئ وهو خير لكم، ذلك ما يفسر عودته ومحاولاته في التحسن، وهو الآن محب ومقتنع أيضا، فلا تطيلي من دلالكي وتمنعكي أكثر مما ينبغي فالرجل ليس صبورا طويل البال كالمرأة،وتذكري لا تنتقمي منه بلا وعيكي بأن تطيلي هذا التمنع... لكن عليه أن يصبر لفترة، فكما تدين تدان، عليه ايضا ان يعرف لفترة شعور أن تسع لشخص لا يبالي بسعيك... لكن لفترة... لا سنتين... لأن ذلك إذا زاد، يصبح انتقاماً تمارسينه في اللاشعور، فلا تنجرفي لذلك، لأن الله لن يكون معكي، بل الشيطان الذي يفرق بين المرء وزوجه، وتذكري، قرري ثم استخيري الله وتوكلي عليه ولن يخذلكي بإذن الله، المهم ألا تبقي في المنطقة الوسطى فهي مؤلمة وهي منطقة عدم اتخاذ قرار، فعدم اتخاذ قرار هو قرار بعدم اتخاذ قرار... والله المعين... ... د

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً