الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لي خاطب متدين، لكني لست مرتاحة، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا ملتزمة دينيا، يتقدم لي الخطاب ولكن في كل مرة لا أشعر بالراحة الكافية، وقبل سنة ونصف تقدم لخطبتي شاب صالح ومتدين، رفضته ثلاث مرات، وحاليا رجع وتقدم لخطبتي، أنا جلست معه وارتحت نوعا ما، لكني ما زلت مترددة ومحتارة جدا، علما أني صليت الاستخارة، لكني ما زلت قلقة، وأهلي كذلك، فبماذا تنصحوني؟ لأني مهمومة وحزينة جدا.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ديما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

- ننصحك بعدم التفريط في صاحب الدين الذي تقدم لك، وعبر عن صدق رغبته بتكرار طلب يدك مرة أخرى، وما حصل من ارتياح مبشر بالخير، فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

- اعلمي أن صلاة الاستخارة فيها طلب الدلالة إلى الخير من الله تعالى، ثم المشاورة، مما يؤيد المضي في طريق إكمال الزواج، واعلمي أن وجود شاب متدين وصالح نادر جدا في زماننا، فلا تضيعى الفرصة.

- أما بالنسبة لما يعتريك من القلق: فجزء منه طبيعي، والإنسان يقلق عند الدخول في مرحلة جديدة في حياته، وقد يكون سبب القلق هو الخوف من فراق الأهل، أو الخوف من الحياة الجديدة، أو غيره، ولا مانع من عرض أسباب القلق ومناقشتها مع أهل العقل والمشورة، ونؤكد لك أن الكمال محال، وأن النقص يطاردنا جميعا رجالا ونساء، ولكن طوبى لمن تنغمر سيئاته في بحور حسناته، والواقعية مطلوبة من الطرفين، والله يصلح بالدين الخلل.

- أما إذا لم تكن هناك أسباب ظاهرة للقلق: فتعوذي بالله من الشيطان الرجيم، وتوكلي على الله، وخذي القرار الصحيح ونفذيه، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونكرر دعوتنا للقبول بالشاب الذي مدحت دينه وصلاحه، ثم شعرت بشيء من الارتياح والانشراح تجاهه، واعلمي أن قربه سوف يزيد من معدلات الحب، كما أن طاعتكما لله فيها الخير لكما في الدنيا والآخرة.

سعدنا بتواصلك، ووفقك الله للخير والسعادة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً