الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتناول دواء للأرق ولم أتحسن، فهل أزيد جرعة الدواء أم أغيره؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله فيكم على هذا الموقع المفيد، وجعلها في ميزان حسناتكم.
صار لي أكثر من ثمانية أشهر أعاني من أرق بسبب قلة النوم، إذ أنني أستيقظ بعد ثلاث أو أربع ساعات من وقت خلودي للنوم، ولا أستطيع النوم بعدها إلى الصباح، ويبدأ الصداع والإرهاق يلازمني طوال اليوم.

جربت كل المحاولات من أعشاب، ومن تمارين الاسترخاء ولكن دون جدوى، إلى أن قررت أن أزور طبيبا مختصا، وبعد استجوابي تبين معه أن لدي أرقا بسبب القلق، وأعطاني تربتزول عيار 10 ملغ لمدة سنة، وكلونزبام نصف ملغ لمدة سنة أيضا.

في الأسبوع الأول بدأت أنام بشكل أفضل، ولكن بقيت أستيقظ بعد ثلاث أو أربع ساعات، ولكن أستطيع النوم مجددا، في الأسبوع الثاني رجعت الأمور إلى سابق عهدها، فأخبرت الطبيب، فطلب مني أن أزيد جرعة التربتزول إلى حبتين قبل النوم، وفعلا بدأت بالتحسن، ولكن الأسبوع الرابع أي هذه الأيام تحديدا بدأت أعاني أيضا من الاستيقاظ بشكل مبكر، وعدم الاستطاعة للرجوع إلى النوم.

أحب أن أذكر عن تاريخي المرضي إذ أنه حصل معي حالة تشبه الصرع في سن البلوغ لمرة واحدة فقط، وبعدها أصابني اضطراب الأنية لمدة شهرين تقريبا، واختفت الأعراض من تلقاء نفسها وبدون أي أدوية، ولم أزر أي طبيب مختص إلا بعد أن استفحل الأرق عندي.

واليوم تحديدا وبعد محاولات عديدة للرجوع إلى النوم بعد أن استيقظت الساعة الثانية ليلا أصابني ما يسمى بشلل النوم لمدة دقائق حتى أيقظتني زوجتي، فأرجو أن تفيدوني هل أزيد جرعة التربتزول أم أطلب من الطبيب تغيير الدواء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأرق – أو اضطرابات النوم – لابد من أن يكون لها سبب، هي ليست مرضًا في حدِّ ذاتها، ولكنها عرض لمرض آخر أو لوجود مشكلة، قد تكون تواجهك بعض المشاكل في الحياة منذ سبعة أشهر، وهذا ما سبَّب لك الأرق، أو قد تكون عرضًا لمرض آخر، وأكثر الأمراض التي تُسبِّب اضطراب النوم هو القلق والاكتئاب، وعند علاج الأرق لابد من علاج السبب – أخي الكريم - .

المهدئات والمنومات فقط لا تُجدي دون علاج سبب هذا الأرق، والشيء الآخر: مضادات الاكتئاب المختلفة المهدئة – ومن ضمنها التربتزول – لا تستعمل كثيرًا في علاج الأرق، ولسبب رئيسي إنها لا تُسبب الإدمان.

أمَّا الكلونازبام – وهو من فصيلة البنزوديزبين – فأنا لا أنصح في الاستمرار فيه لفترة طويلة تتعدّى الأسبوعين أو الشهر – أو على الأكثر شهرين – لأنه يُسبِّب الإدمان أخي الكريم.

الشيء الثالث الذي أودُّ أن أشير إليه هو: حصول نوبة صرعية ولو لمرة واحدة أو خفيفة تتطلب أن تقابل استشاري المخ والأعصاب، ولعلَّك تحتاج إلى رسم للدماغ، لأن بعض الأطباء يقولون الآن: حتى ولو كانت نوبة واحدة فيجب علاج الصرع؛ لأن هذا يعني أن هذا الشخص عنده قابلية حدوث نوبات الصرع مرات أخرى.

اضطراب الأنّية: طبعًا في كثير من الأحيان قد يكون عرضًا من أعراض القلق النفسي – أخي الكريم – ولذلك يجب علاج القلق بصورة عامة حتى يتحسّن الأرق عندك.

طالما رفعت جرعة التربتزول إلى جرعات كبيرة وما زالت هناك مشكلة في النوم فأنا من رأيي أن تطلب من الطبيب أن يُغيره إلى دواء آخر، ولعلّ دواء الـ (ميرتازبين) 15 مليجرام، يكون أكثر ملاءمة لك أخي الكريم.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مجهول مصطفى

    بارك الله فيكم وزادكم من علمه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً