الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أستمر على هذه الأدوية للتخلص من الفصام؟

السؤال

السلام عليكم..
تحياتي لكم وللدكتور المختص.

أعاني من مرض الفصام، منذ 12 سنة وأنا أتعالج، وانتهت الأعراض الموجبة منذ أول عام، تبقت الأعراض السالبة على مدار 11 عاما.

غيرت دواء ابيكسدون إلى اريببرازول، والأدوية هي:
اريببرازول 30 مج قرصا صباحا.
ابيكسدون 3 مج قرصا مساء.
كوجينتول 2 مج قرصا صباحا.
اندرال 18 مج قرصا صباحا ومساء.

الحالة الحالية: استفدت جدا من هذه التوليفة، وأصبحت أفكر في العمل، وزاد اهتمامي بالنظافة الشخصية، وفقدت جزءا لا يستهان به من وزني، وأنا سعيد بذلك.

حالتي على هذه التوليفة كأني طبيعي تماما، وكل ما يقلقني هو ظهور الشيب بصورة واضحة في شعري، ولكن لا أجد دواء للشيب المبكر.

زاد نشاطي بصورة ملحوظة، والرغبة الجنسية زادت، ولكوني أتعذب بأخذ الابيكسدون لتهدئة الرغبة.

فما رأيكم بهذه التوليفة من الدواء؟ وهل سأستمر عليها مدى الحياة؟ إذا نقص وزني هل أقلل الجرعات؟ ما هي المجالات التي تتناسب مع وضعي الصحي؟ أم أعمل في مجال عملي الذي يعتمد على تنظيم الأفكار بصورة بالغة؟ ماذا تقترح أيها الطبيب المحترم؟

كل ما أخشاه: أن يزيد وزني مرة أخرى بعد عدة شهور، وتنقص رغبتي في العمل، بمعنى يكون التأثير مؤقتا، وعند حصولي على عمل يزول الدافع.

أشكركم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالحمد لله تعالى أن ساعدك كثيرًا في التخلص من الأعراض الإيجابية للفصام – كما ذكرت – وتحسَّنت صحتك كثيرًا، وأصبحتَ مُقبلاً على الحياة ونشطًا، وهذه مرحلة ممتازة، الوصول إليها دائمًا يتطلب وزن الأدوية ووصفها بجرعات مُحددة والمتابعة اللصيقة مع الطبيب حتى تصل لهذه المرحلة، فالحمد لله على ذلك.

بخصوص التوليفة التي أخذتها: أنا لا أدري هل عملتها أنت بنفسك أم من قِبل طبيب؟ لأنه يجب أن يكون هذا الأمر تحت إشراف طبيب مختص في الأمراض النفسية.

الإيبكستون: طبعًا هو الرزبريادون، وهو مضاد للذهان غير تقليدي، وكذلك الإرببرازول هو مضاد للذهان، ويعمل بطريقة مختلفة عن الإيبكستون. أمَّا الكونجنتين فهو علاج للآثار الجانبية التي تكون عادةً مرتبطة بالإبيكستون أو الرزبريادون. والإندرال: يساعد في علاج الآثار الجانبية المرتبطة بالإرببرازول، وبالذات الحركات اللاإرادية في الساقين.

ليس لديَّ تفسير لموضوع نقصان الوزن، لأنه بالعكس الإبيكستون قد يزيد الوزن. نعم الإرببرازول لا يزيد الوزن، ولكن الإبيكستون قد يزيد الوزن، فقد يكون نقصان الوزن مرتبطا بالنشاط والحركة – أخي الكريم – وليس بالأدوية التي تستعملها.

أيضًا زيادة الرغبة الجنسية، ليس هناك أيّ من هذه الأدوية يزيد في الرغبة الجنسية. فإذًا ليس هناك تفسير من استعمالك لهذه الأدوية، ممَّا اضطرك إلى أن تستعمل الإبيكستون – كما ذكرت – لكبح هذه الرغبة الجنسية أو زيادتها.

المهم للإجابة على تساؤلاتك: كما ذكرتُ في البداية يجب أن يكون هذا العلاج وهذا المرض تحت إشراف طبيب نفسي ومتابعته، وهو الذي يُقرِّر مدة العلاج، قد يأتي يوم ما إذا أحسَّ الطبيب أنك تحسَّنت صحتك كثيرًا وعشتَ حياة طبيعية بأن يُقلّل جرعة الدواء أو حتى يُوقفه، فهذا مرتبط بالمتابعة المستمرة واتخاذ القرار في حينه.

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى كما ذكرتُ: الوزن إذا واصلت في العمل والنشاط فلا يزيد الوزن.

أمَّا بخصوص العمل المناسب لك: العمل المناسب لك أولاً هو الذي يُناسب قدراتك والذي ترتاح إليه. تجنب الأعمال التي فيها ضغط نفسي شديد، وفيها جهد ذهني أيضًا شديد، إذاً تجنبت هذين الشيئين، وأي عمل بعد ذلك إن شاء الله يكون مناسبًا.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً