الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدمنت الأدوية النفسية فما هو البديل المناسب لحالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

دكتور/ أنا في فترة سابقة أدمنت الحشيش، وعقار الريفوتريل، واللريكا، والزانكس وغيرها من المهدئات -والحمد لله- تركتها، وما زال الريفوتريل يهدد استقراري، وصار عندي توتر كبير في التحدث مع الناس في مقابلة أي شخص ولو بسيط، تظهر علي آثار توتر وتعرق شديد، وصعوبة في التحدث.

أنا وظيفتي تعتمد على مقابلة الناس، واجتماعات عمل وغيرها، فضلا عن أنني ابتعدت عن أهلي خوفا من العلامات والتعرق ودلائل الخوف، فما هو البديل المناسب والمهدي غير الإدماني حتى أستطيع إعادة حياتي من جديد؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كان من المهم جدًّا أن نعرف الكميات التي كنت تتعاطاها من كل هذه الأدوية والمدة التي قضيتها في التعاطي، لأن هذا يؤثِّر - أخي الكريم - على العلاج، ويؤثِّر على حالتك بعد التوقّف، فإذا كنت تتعاطى الريفوتريل هذا بجرعة كبيرة ولمدة طويلة فيجب ألَّا يتم التوقف عنه فجأة، يجب أن يستبدل بمهدئ طويل المفعول، مثل الديازيبام، وتُحسب الجرعة بحسب الجرعة التي تقابل جرعة الريفوتريل، ثم تأخذ هذه الجرعة يوميًا، ثم تبدأ بحسبها بالتدرّج، بخفض ربع الجرعة كل أسبوع إلى أسبوعين حتى يتوقف تمامًا، لأن من آثاره الجانبية عند التوقف ظهور أعراض انسحابية قد تمتدّ لفترة من الوقت.

الشيء الآخر: الإدمان دائمًا حتى بعد التوقف عن التعاطي يجب أن ينضمّ الشخص إلى برنامج للتعافي، وهذا البرنامج يكون في شكل علاج نفسي، حيث تكتسب مهارات كيف تتعامل مع الأعراض والضيق والمشاكل النفسية التي تأتي بعد التوقف من هذه المواد.

الشيء المهم: هل هذا الرهاب الاجتماعي كان موجودًا عندك قبل التعاطي أم ظهر بعد التعاطي؟

إذا كان هذا الرهاب موجودًا بعد التعاطي فعلاجه علاج مثل أي رهاب اجتماعي عادي، وذلك بأخذ مضادات الاكتئاب من فصيلة الـ SSRIS مثل السبرالكس، أو السيرترالين، لفترة من الوقت، مصحوبًا بعلاج سلوكي معرفي، لكي تتخلص من آثار هذا الرهاب الاجتماعي.

أمَّا إذا كان هذا الرهاب الاجتماعي قد ظهر بعد التوقف من هذه المواد فعلاجه - كما ذكرتُ - بالانخراط في برنامج للتعافي من الإدمان، لأن هذا يكون نتيجة تعاطي هذه المواد.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً