الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب ألم الصدر وتسارع نبضات القلب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تناولت العشاء فشعرت بعده بتسارع نبضات القلب وكأن روحي ستطلع، وذلك منذ ثلاثة أشهر، فراجعت الطوارئ، وقمت بفحوصات، وكانت النتيجة سليمة، ومستوى ضغط الدم طبيعيا.

أصبت بعدها بحالة نفسية متعبة، وسيطر علي القلق والشعور بأن نهايتي اقتربت، كنت أشعر بألم شديد في الصدر، وتسارع نبضات القلب، وبعض الألم في الجهة اليسرى من الصدر خاصة عند النوم، وأصبت بالأرق وصعوبة النوم.

ذهبت إلى طبيب قلب، وقمت بعمل رسم القلب، وتبين أني سليم رغم سرعة النبضات، وأخبرني أن سبب ألم الصدر هو ارتجاع المريء، وأنه سيزول بالأدوية.

قمت بعمل تحاليل شاملة للدم، وكانت كل النتائج سليمة، ومن حينها أصبت بهاجس المرض، حيث كلما شعرت ببعض الأعراض بحثت عنها في الإنترنت مما يزيد قلقي؛ لتشابه أعراض حالتي مع الأمراض خطيرة، وأتخلص من حالة لأنتقل إلى حالة أخرى، وحاليا أشعر بضيق نفس، مع بعض ألم الصدر.

آسف على الإطالة وعدم الترتيب، أريد معرفة حالتي، وما هو العلاج للتخلص من هذه الحالة؟ لأنها تؤرقني كثيرا، ومعرفة إذا كان مرض نفسيا أو عضويا.

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما حصل معك في البداية هي نوبة هلع واضحة، وبعد ذلك تكررت هذه النوبة، وصاحبتها أو تبعتها أعراض قلق وتوتر وخوف من المرض، وهو أيضًا من أعراض القلق والتوتر - أخي الكريم - أن يخاف الإنسان من أنّ ما ألمَّ به هي أعراض مرض خطير، ويبدأ يبحث في النت، ويبدأ يذهب إلى الأطباء المختلفين، ويبدأ يجري فحوصات كثيرة ومتكررة.

واضطراب الهلع - أخي الكريم - هو مرض محض، وليس مرضًا عضويًّا، ولذلك كل الفحوصات تكون سليمة، كما حصل معك، فهو مرض نفسي وإن كانت تُصاحبه أعراض بدنية أو جسمية، وهي الأعراض المصاحبة للقلق وللتوتر.

العلاج هو علاج دوائي في المقام الأول، وأنسب علاج لاضطرابات الهلع هو الـ (سبرالكس) والذي يُعرف علميًا (استالوبرام) عشرة مليجرامات، ابدأ بنصف حبة - أي خمسة مليجرامات - بعد الأكل يوميًا لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك تناول حبة كاملة (عشرة مليجرامات) بعد الأكل، وتحتاج إلى فترة لا تقل عن ستة أسابيع إلى شهرين حتى تزول عنك هذه الأعراض، وحتى ترجع إلى حالتك الطبيعية، ثم بعد ذلك يجب عليك الاستمرار في العلاج لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم يتم التوقف منه بالتدرّج.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً