الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نوبات هلع وتوتر وخوف غير مبرر.. ما تفسير ذلك؟

السؤال

السلام عليكم
شكرا لكم على هذا الموقع الرائع.

عندي اكتئاب واستمريت للعلاج فيه انتابرو 10 ملجم لمدة سنة من أجل القلق والاكتئاب، وأيضا الهلع، كنت أسأل الدكتور أنه عندي نوبة هلع، رنة الجوال تفزعني، وتزداد ضربات قلبي، وأصاب بتوتر.

الدكتور طوال السنة يقول أن مشكلتي هذه ستنتهي بعد سنة، ولم أتحسن، صحيح أن الاكتئاب خف بشكل كبير، لكن نوبات الهلع والتوتر والخوف دون سبب، ورنة الجوال، أحيانا أصاب بدوخة عندما أسمعها.

ساعدوني ما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مختار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالاكتئاب قد يكون مصحوبًا بأعراض قلق وتوتر، ونوبات هلع أيضًا قد تكون جزءًا من الاكتئاب، ونوبات الهلع قد تكون اضطرابًا في حدِّ ذاتها، والترجيح هو أن عندك اضطراب هلع، وحدوث ضربات القلب، فهذه دائمًا تكون من أعراض القلق والتوتر أكثر منها أعراض اكتئاب، ودائمًا أصحاب القلق ينزعجون جدًّا من الأصوات، وذكرتَ أنك تنزعج من رنَّة الجوّال.

طبعًا - أخي الكريم - الأطباء ليسوا بارعين جدًّا في التنبؤ، وهم يبنون أحكامهم على ما حصل في الماضي أو ما ذُكر في الكتب، نعم في كثير من الأحيان يُقال أن هذه النوبة لا تستمر أكثر من سنة، وأنا أتفق مع الطبيب في تحديد هذه المدة للتحسُّن، بناءً على التشخيص وما ذُكر في كتب الطب، ولهذا هو يُطمئنك، وهذا في كثير من الأحيان، لكن للأسف الشديد عند بعض المرضى قد تستمر الحالة المرضية معهم أكثر من سنة، ولذلك دائمًا يجب ألَّا نجزم للمرضى، نقول: من المرجَّح، أن نعطيهم الأمل، ولكن دائمًا نضع الاحتمال أن النوبة قد تزداد أكثر من سنة.

الحمد لله أنك ذكرت أنك تحسَّنت بدرجة كبيرة من الاكتئاب، وهذا طبعًا شيء متوقع، ولكن - كما ذكرت - نوبات الهلع دائمًا والخوف قد تستمر لفترة أطول، وأحيانًا الشخص يحتاج إلى أن يتعايش مع الخوف والقلق، ومهما أُعطي من أدوية قد لا يذهب الخوف، ولذلك أهم شيء هو العلاج النفسي (العلاج السلوكي المعرفي) لكي تكتسب مهاراتٍ بكيفية مواجهة هذا الخوف، أو حتى التعايش معه، لأنه - كما ذكرتُ لك - أحيانًا من الصعوبة القضاء على الخوف والقلق والتوتر قضاءً نهائيًا بالأدوية وحدها.

فإذًا أنصحك بالعلاج النفسي للمساعدة في القضاء على هذا الخوف ونوبات الهلع، أو على الأقل تحيدُها وجعلك تعيش حياتك بصورة طبيعية حتى وأنتَ تعاني من أعراض الخوف والقلق.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً