الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج من جنسية أخرى مع رفض الأم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو المساعدة، فأنا واقعة بين نارين، ولابد أن أنكوي بإحداهما، وأريد المساعدة منكم أي النارين تكون أخف ضرراً علي؟!

فلقد أحببت رجلاً مصرياً، وأنا من العراق، فذهبنا إلى مصر، وتكلمت أمي مع أهله، وأهله تكلموا مع أمي ...وهكذا، والآن عُدنا إلى العراق، فاكتشفتُ أن أمي مترددة، ولا تريد أن أتزوج به، والسبب لأنه مصري وبعيدٌ عنا .

فإذا أخبرتها أني أحبه وأريد الزواج به غضبت مني، وإذا تركته فسوف يحزن علي، وأنا أحبه وأريد الزواج به.

ماذا أفعل؟ هل أكسر قلب أمي وأتزوجه؟ أم أُغضب الذي أحبه حباً شديداً، وأتركه من أجل أمي؟

ما هي الطريقة المثلى للانسحاب من بين النارين بسلام؟

أرجو إرشادي، مع مراعاة أن أمي حالتها يُرثى لها؛ لأن أخي استُشهد منذ مدة ليست بالبعيدة، وأنا أحب الرجل حباً شديداً، ولا أستطيع تركه أو التخلي عنه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

أسأل الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل.

وبخصوص استشارتك التي تعكس حيرتك بين إغضاب أمك وإكمال زواجك أم إغضاب خطيبك وتركه.

ابنتي، لا أحسب أن لك خيارين بأي حال، بل أنت في خيار واحد لا ثاني له، وهو أن تختاري أمك وتتركي الزواج بهذا الشاب؛ وذلك للأسباب الآتية:

إن حق الأم مقدمٌ على جميع الحقوق بعد حق الله تعالى، ويحرم على الإنسان معصية أمه إلا في معصية الله؛ لأن الجنة تحت أقدام الأمهات، ولأن الإنسان مهما عمل لأمه وخدمها طوال حياته وتفانى في خدمتها وطاعتها لا يستطيع أن يكافئها؛ فهي التي حملته في بطنها تسعة أشهر، وأرضعت من ثديها عامين، وسهرت عليك وأنت صغيرة سنين عديدة، تسهر لمرضك، وتتألم لبكائك، وتفرح لفرحك، فهي الأم التي لا يستطيع الولد مهما فعل أن يكافئها، فلذلك لا خيار لك إلا أن تتركي هذا الزوج طاعةً بها.

لكن حاولي إقناعها بأن تُرسلي لها أحداً من أهلها كأخيها أو أختها، ويبين لها أن سعادتك تهمها، وأن الدوام والبقاء سوياً مُحال، فلابد من الفراق، حتى ولو تزوجت عراقياً فربما يسافر بك إلى أمريكا، وإن الكثير من البنات تزوجن الأقرباء وسافرن، فادخلي عليها من باب الإقناع، فإن اقتنعت فالحمد لله، وإلا فليس لك الخيار إلا تركه، واستعيني بالعبادة والدعاء أن يهديها الله.

وفقك الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً