الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد وفاة جدتي أصبت بدوخة ونبضات قلب متعبة!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على هذا الموقع الأكثر من رائع.

أنا فتاة أبلغ من العمر 18 سنة، متزوجة منذ سنة ونصف، ولدي طفلة تبلغ من العمر 7 أشهر. نسبه الدم 11، وعندي نقص في فيتامين د، وأستخدم فيتامين د حبة أسبوعياً.

في تاريخ 2018/10/18 توفيت جدتي، وقبل ذلك بيوم وأنا أسمع نبض قلبها، وجدت أنه ينبض بقوة جداً وبسرعة، ثم في اليوم الثاني توفيت، وعندما توفيت صدمتني أمي بصوتها، في اليوم الثاني من الموت استيقظت الفجر على نبضات قلبي متسارعة جداً، وخائفة، وعرق شديد، وفي الصباح ذهبت إلى دكتور قلب، فأجرى لي فحص "إيكو" وفحوصات أخرى، وكل شيء سليم؛ فأعطاني علاج اندرال 10 ملغ ثلاث مرات يومياً، استمريت عليه لمدة شهرين ونصف، ثم توقفت عنه بالتدريج، وعادت نبضات قلبي سريعة مرة أخرى؛ فعُدت إليه، فقال لي: استمري فيه. وكنت أشعر بنغزات في القلب، وأتعب من أبسط مجهود، وكنت لا أفعل شيئا في المنزل خوفاً من نبضات قلبي، وأخاف جداً من الجلطات، وأقرأ عنها، وأشعر أن أعراضها بي؛ فأجريت أربع فحوصات "إيكو" وكل شيء سليم، ولم أقتنع إلى الآن!

قبل شهر ونصف شعرت فجأة بدوخة شديدة، وتعرق، وضيق، وغثيان، وصداع في مقدمة الرأس، وتنميل في رأسي، وتنميل في خدي وألم في يدي؛ فذهبت لدكتور قلب، وكل شيء سليم؛ فحولني إلى دكتور أنف وأذن، فقال لي: هناك لحمية في جهة، وفي الجهة الأخرى انحراف، وهناك التهاب في الجيوب الأنفية، واستخدمت مضادا حيويا على شكل إبر، وعلاجا اسمه Suzin ولم يفعل لي شيئًا.

ذهب إلى طبيب أعصاب، وأعطاني علاجا اسمه ليرولين 75 حبة في المساء لمدة شهر، وقرر لي رنينا؛ فأجريت الرنين، وكل شيء سليم في الرنين، فأعطاني علاج Suzin مرة أخرى و Betaserc ولم يفدني بشيء، إلى الآن كأنني لم أستخدم علاجا!

بالأمس ذهبت إلى طبيب أذن وأنف، وقال لي نفس كلام الدكتور الأول: عندي لحمية وانحراف، وأعطاني علاج Flomist ومضادا حيويا سيفيوروكسيم 500 وعلاج دومبيريدون، وقرر لي عملية لإزالة اللحمية وتصليح الانحراف.

حالياً يا دكتور الدوخة أتعبتني، ولا يوجد دكتور قادر على إعطائي العلاج الصحيح، والدوخة التي أشعر بها على شكل نوبات تشتد في المغرب، وتكون دوخة شديدة، وتكون في جهة عيوني، ويكون هناك احمرار في العين وجبهتي، وألم خلف رأسي، وكأنه شوك وضيق، ولا أتحمل الضوء والإزعاج، فما تشخيصكم لحالتي؟

الشيء الثاني الذي يتعبني: نبضات قلبي غير المنتظمة، ونغزات صدري تؤلمني جداً، وأحيانًا أشعر بنفسي يتقطع، وأتعب من أبسط مجهود.

هل استخدام اندرال 10 ثلاث مرات في اليوم آمن لي؟ فأنا أستخدمه 5 أشهر، وما الحل مع الدوخة التي أشعر بها؟

تعبت جدا، وأعتذر على إطالة رسالتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ندعو الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الجدة المتوفاة بواسع رحمته، وأن يدخلها الجنة بواسع مغفرته، وأن يبارك لك في الوالدة والأهل، وأن يحفظك بحفظه.

من المعلوم أن هناك مرضا يسمى الهلع أو panic disorders الذي يصيب البعض عند التعرض لبعض المواقف المحزنة مثل وفاة عزيز في الأسرة، أو مثل رؤية حادث سيارة، أو غير ذلك من المواقف المؤلمة، ويصاحب ذلك المرض تسارع في نبض القلب، وتعرق، واحمرار في الوجه، وحالة من الخوف.

ويصاحب نوبات الهلع تلك ضيق في التنفس، مع حالة من الغثيان والقيء، وهو أحد الأمراض النفسية التي يضطرب معها مستوى هرمون سيروتونين serotonin وهو هرمون موصل عصبي مهم جدا في الدماغ، واضطراب هذا الهرمون يؤدي إلى الكثير من الأمراض النفسية، مثل: التوتر والقلق والهلع، والخوف المرضي، والاكتئاب. ولا علاقة بين تلك الأعراض وأمراض القلب أو الرئتين -إن شاء الله-؛ لأنك فتاة صغيرة في السن، والتاريخ الطبي الخاص بك لا يوجد به ما يشير إلى أمراض القلب.

وحبوب ليرولين 75 أو pregabalin مسكن قوي، ويعالج بعض حالات القلق، ولكن له صفة إدمانية إذا تم تناوله لمدة طويلة، بمعنى أن جرعة 75 لن تكفي، ويجب تناول جرعة 150 لتؤدي الغرض الذي تم تناول جرعات 75 من أجله، فلا داع للاستمرار في تناولها، أما حبوب Suzin فإن الاسم العلمي لها هو Dipyridamole وهي حبوب تمنع تكتل وتجلط الصفائح الدموية مثل الأسبرين تماما، ولا أظن أنك في حاجة إلى تناولها، ولكن لا مانع من الاستمرار في تناول حبوب بيتاسيرك betaserc فهي مفيدة للدوخة والدوار، ويمكنك تناول جرعة 16 مج ثلاث مرات في اليوم لمدة شهر أو شهرين.

وفي العموم يمكن علاج مرض الهلع من خلال تناول حبوب cipralex 10 mg التي تساعد في ضبط مستوى هرمون سيروتونين في الدم، وتحسن الحالة النفسية والمزاجية، حيث نبدأ بجرعة 10 مج لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج لمدة 10 شهور، ثم جرعة 10 مج مرة أخرى لمدة شهر، ثم التوقف عن العلاج.

وهناك بديل جيد وهو كبسولات بروزاك prozac التي تؤدي نفس الغرض وأقل في الثمن، يمكنك تناول جرعة 20 مجم لمدة شهر، ثم 40 مجم لمدة 10 شهور، ثم العودة لجرعة 20 مج لمدة شهر، ثم التوقف عن تناول تلك الأدوية.

مع الأهمية الكبرى لأخذ حقنة فيتامين D جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين D الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوعا، ولا مانع من أخذ حقن فيتامين المغذية للأعصاب والمقوية للدم B12 في العضل كل 15 يوما واحدة جرعة 1 مج، عدد 6 حقن، ثم إعادة فحص فيتامين B12 مرة أخرى، مع ضرورة تناول مجموعة من الفيتامينات مثل رويال جلي.

مع ضرورة ممارسة رياضة المشي، والمصالحة مع النفس، وتغذية الروح كما نغذي الجسد، من خلال: الصلاة على وقتها، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء والذكر؛ كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن، ويخفف من الشعور بالخفقان والرعشة، ويساعد في علاج الخوف المرضي والهلع -إن شاء الله-.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً