الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يأخذ من مالي بدون رضاي.

السؤال

السلام عليكم..

أنا موظفة، وزوجي يأخذ مني نصف مصروف المنزل، مع العلم أن راتبه أعلى من راتبي، ولا يرضى أن ينفق علي أبدا أو يشتري لي شيئا مثل أي زوج وزوجة، ويبخل علي في أقل الأشياء؛ ولذلك أشعر بأني مجرد خادمة، والآن أنا غارقة في ديوني لأني أنفق على أهلي أيضا، فما نصيحتكم لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ shahd حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالحياة الزوجية تقوم على المعاشرة بين الزوجين بالمعروف والتعاون والتفاهم؛ فهما شركاء في بناء الأسرة التي هي لبنة في بناء مجتمع متفاهم يسوده الحب والوئام، وليسا شركاء في تجارة، فيها مشاحة وتعنت.

وإذا تعامل الزوجان مع بعضهما كشركاء في تجارة فإن الأسرة لا تستقر، ولا يسودها الحب والوئام.

والأصل شرعا أن مال الزوجة ملك لها، وأن على زوجها النفقة عليها من ماله، إلا إذا اشترط عليها ذلك قبل العقد، فإن اشترط عليها أن يسمح لها بالعمل وله نصف راتبها، أو تشاركه في نفقة البيت بنصف راتبها، فعليها الوفاء بذلك، فالمؤمنون على شروطهم.

وإن لم يتم شرط بينهما فليس له من مالها إلا ما تطيب به نفسها.

وعليها أن تواسيه بشيء من مالها إن احتاج لذلك؛ لأن هذا من باب العشرة بالمعروف.

وعليه: لابد من إعادة النظر في علاقتكم ببعض من خلال التفاهم والحوار ببنكما وقت هدوء النفس، وحل الإشكال، وأن يسود حياتكما التعاون والعشرة بالمعروف، حتى تعود لكما السعادة والحب والوئام.

كما عليك الصبر والتحمل لبعض تصرفات زوجك، وإشعاره بالحب والاحترام والإحسان إليه، وعدم التعامل معه بردة الفعل، وستجدين تحسنا في تعامله معك بإذن الله.

وأتوقع أن المرأة العاقلة الحصيفة قادرة على كسب قلب زوجها بما لديها من مشاعر فياضة، وأحاسيس مرهفة لو أرادت ذلك.

وحتى تكوني سعيدة معه لابد من الحرص على إسعاده أولا ليسعدك ثانيا.

وبالنسبة للديون: إذا تم التفاهم مع الزوج فيمكن تقسيطها، وكذلك الترشيد في النفقة لتسديدها.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً