الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مريض بالفصام ومحتار في أمر العلاج أفيدوني ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، قبل عدة أشهر اكتشفت أن لدي فصاما، ذهبت إلى الطبيب النفسي، وكتب لي اولانزباين
فتحسنت، فشعرت أنني شفيت، وأوقفت العلاج من غير ما أرجع للطبيب، عانيت أولا من الأعراض الانسحابية، رجعت أشد من الأول، فذهبت إلى طبيب آخر، ووصف لي ريزال اكس ار ٥٠ مل فلم أتحسن، فغير لي الدواء لي زولندا ٥ مل، فشعرت بتحسن بسيط لدرجة عدم التركيز، غير أن ليس عندي رغبة في عمل أي شيء، لا الكلام، ولا الخروج للترفيه، ولا التحدث في الهاتف، ولا ألاقي أصحابي، وأيضا أذني اليسرى بقى سمعها ثقيل، أنا محتار!

أفيدوني أثابكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ ولاء الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك أخي الكريم.
أنت قابلت الأطباء وتمَّ تشخيص حالتك، ووضعتْ لك الخطة العلاجية، فيجب أن تتبع ذلك، ولا تتخوّف من مرض الفصام، لكن يجب أن تهتمَّ بعلاجك، هذا أمرٌ مهمٌّ جدًّا، مَن يلتزم بالعلاج ويُتابع مع الطبيب وتكون شخصًا إيجابيًا في أفكارك ومشاعرك وأفعالك سوف تعيش حياة طبيعية جدًّا وطيبة جدًّا.

فيا أخي الكريم: الالتزام القاطع بالدواء مهم، لأن مرض الفصام والأمراض الذهانية المشابهة له مرتبطة باضطرابات كيميائية في الدماغ، وهذه الاضطرابات الكيميائية التي تُصيب بعض المواد التي تُسمَّى بالمرسلات والموصِّلات العصبية - ومنها مادة الدوبامين والسيروتونين - تُوضع في مساراتها السليمة والصحيحة من خلال الأدوية التي يتناولها الإنسان.

هذا هو المنطلق العلمي الذي أريدك أن تُدركه، ولا تتوقف عن الدواء، اعتبر نفسك أنك تعاني من ارتفاع في ضغط الدم مثلاً أو مُصاب سُكري خفيف، وارضَ واقبل واصبر واحمد الله واشكر، والتزم بالعلاج.

الأمر الثاني هو: التأهيل النفسي - كما نسمّيه - هذه الأمراض بالفعل قد تُضعف الدافعية عند الإنسان، الإنسان يستكين ويستسلم ويقبل بالقليل في حياته، لا أريدك أن تكون هكذا، أولاً: احرص على الالتزامات والواجبات الاجتماعية، الناس في السودان تتواصل مع بعضها البعض بصورة جميلة جدًّا ومبهرة، فأنا أريدك أن تحرص على كل الواجبات الاجتماعية، تذهب إلى الأعراس، تلبّي الدعوات، تمشي في الجنائز، تُقدِّم واجبات العزاء، تزور أرحامك وأصدقاءك وجيرانك، وتزور المرضى، وترفّه على نفسك بما هو طيب وجميل، إذا كانت هنالك أحد الأندية في منطقتك فلماذا لا تنضمَّ لهذا النادي؟! حاول أن تمارس رياضية فردية أو جماعية، والرياضة الجماعية - مثل كرة القدم - أفضلُ كثيرًا، اقرأ، اطَّلِع.

أنت لم تذكر عمرك - أخي الكريم - إذا كنت في مراحل دراسية فعليك بالاجتهاد، وإذا كنت في محيط العمل فعليك أن تجتهد في عملك، قيمة الرجل في العمل، وطوّر مهاراتك في هذا السياق.

فيا أخي الكريم: هذا هو الذي أنصحك به، وهذه هي الأسس العلمية العلاجية الصحيحة المتفق عليها في كل المراكز العالمية لعلاج هذه الأمراض، وتسمَّى بـ (العلاج السلوكي).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً