الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نوبات هلع ووسواس الموت والأمراض

السؤال

السلام عليكم

في البداية أشكر الله الذي جعلكم سبب لطمأنة من يلجأ إليكم في سؤال أو فتوى، وأشكر جميع القائمين على إسلام ويب وعلى مجهودهم الرائع، جعله الله في ميزان حسانتكم، وأتمنى لكم دوام الصحة والعافية والتوفيق.

أعلم أني أكثر عليكم في الاستشارات ولكن من ثقتي بكم وبحكمتكم، وأرجو ألا أكون ثقيلة عليكم.

أبلغ من العمر 32 عاماً، وأعاني من نوبات الهلع والوسواس (الموت والأمراض) من 10 سنوات تقريباً، وأتحسن وأنتكس، وهكذا أشعر بتنميل ووخز بسيط في الكتيفين، ثم يتنشر لليد ويهدأ، وفي الفخذ مروراً بالساق والقدم ونبض القلب يسمع في الجسم، واهتزاز وأشعر به في رأسي وجسدي واليدين والفخذ.

أعتذر، كذلك في (فتحة الشرج وشعور بانسداد أو الرغبة في التبرز مع الصعوبة في الأمر، وعند الحمام لاحظت نزول قطعة لحمية ولكنها ترجع مرة أخرى)، ويهدأ ويعود وهذه الحالة منذ أسبوع.

عندما أرفع قدمي اليسرى عند الوضوء يوجد ألم في مفصل الفخذ من أعلى كأنه سيفصل، إحساس التنميل في اليد خصوصاً اليسرى، أحياناً عندما تتحرك يحدث زنة كالكهرباء، وأحياناً التنميل يصل للوجه والشفتين، ولكن نادراً.

إحساس النبض يبدأ أو يزيد عندما أركز في جزء من أجزاء جسمي كملاحظة إذا يوجد تنميل أولاً وتزيد لما أتعصب أو أنفعل.

أوقات نبضات القلب تكون عالية وسريعة، وتهدأ سريعاً، وأشعر باهتزاز في جسمي مع نبضات قلبي، وعند التحدث أيضاً اهتزاز وتوتر.

فأرجو إفادتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن نرحب بك جداً في الشبكة الإسلامية، ونشكرك على كلماتك الطيبة، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعاً.

أنت لديك استشارات سابقة تعرضت فيها بدرجات متفاوتة لنفس ما ذكرته الآن في استشارتك هذه، وقطعاً أنت لديك قلق المخاوف الوسواسي، والعلاج يجب أن يكون سلوكياً واجتماعياً، وعلى المستوى السلوكي يجب أن ترفضي فكرة الوسوسة وفكرة الخوف.

لا تناقشي الوسواس حتى لا يستحوذ عليك بصورة أكبر، وعلى الجانب الاجتماعي اجعلي حياتك حياة فعالة ونشطة، لا بد أن يكون لك تعدد في الأنشطة الاجتماعية وأن تحسني إدارة الوقت، وأن لا تتركي مجالاً للفراغ.

يا حبذا مثلاً لو انضممت إلى أي نشاط ثقافي أو اجتماعي أو لأحد مراكز تحفيظ القرآن، هذا يعطيك نقلة اجتماعية ممتازة تؤدي إلى تأهيلك نفسياً، وترتقي بصحتك النفسية، وتبعدك عن الخوف والوسوسة.

مارسي الرياضة، نحن ننصح بها دائماً، لأن قيمتها العلاجية قيمة كبيرة جداً، وجدنا أن الأشخاص الذين لديهم مخاوف مرضية مثل شخصك الكريم يستفيدون كثيراً إذا ارتبطوا بطبيب واحد يثقون به، مثلاً طبيب الباطنية أو طبيب الرعاية الصحية الأولية حين تقابليه مثلاً مرة كل ثلاثة أو أربعة أشهر بهدف الفحص العام وإجراء الفحوصات المختبرية العامة، هذا يجعل الإنسان يطمئن كثيراً بجانب متطلبات الصحة الأخرى كالنوم الليلي المبكر، وممارسة أي رياضة مناسبة.

حسن إدارة الوقت والحرص على العبادات، وأن يكون الطعام صحياً بقدر المستطاع، الجئي لهذه المناهج العلاجية وستجدين فيها فائدة كبيرة جداً.

التزمي بالدواء المضاد لقلق المخاوف، عقار مثل سيرترالين والذي يسمى مودابكس سيكون مفيداً جداً لك، ولا داعي من الإكثار من الأدوية، الشعور بالتنميل وتسارع ضربات القلب والاهتزاز هذا يختفي تماماً مع تطبيق تمارين الاسترخاء، ارجعي لاستشارة إسلام ويب التي رقمها (2136015) وطبقي ما ورد بها من إرشاد حول كيفية تفهم التمارين الاسترخائية وتطبيقها، ستجدين فيها خيراً كثيراً جداً.

حياتك طيبة ولديك الكثير مما يشغلك، خاصة متطلبات الحياة الزوجية، ولا تتركي مجالاً كبيراً للفكر الوسواسي.

بالنسبة لقطعة اللحم التي تنزل عند الخروج ثم ترجع هذا غالباً نوعاً من البواسير، وبالرغم من أنه أمر بسيط وغير مزعج لكن إذا عرضت نفسك على الطبيبة هذا سوف يطمئنك أيضاً.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً