الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكنني الحمل طبيعيا من الأنبوب الأيسر فقط؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كل عام وأنت بخير -يا دكتورة رغدة- أنا أتابع استشاراتك، والله يزيدك من علمه ويحفظك.

لدي سؤال شخصي وأريد رأيك به.

أنا بنت عمري 28 سنة، منذ ثلاث سنوات حصل لدي نزيف متواصل لمدة شهرين، قلقت كثيرا، وكان لدينا الكشف عند طبيبة النساء يكون للمتزوجات دون البنات، وبعد النزيف والدتي قلقت علي وأخذتني إلى طبيب النساء، وكشف علي بالجهاز، وتبين بأن عندي كيسا كبيرا على المبيض، وآخر صغير ملتصق معه.

وصف لي أدوية لإيقاف النزيف، وقال لابد من عمل عملية لإزالة الكيس، لأنه كبير جدا، أجريت العملية بالمنظار، وتم إزالة الكيس.

الدكتور قال بأنه كان سيزيل المبيض، لأن الكيس ملتصق به، لكنه قشر الكيس وأزال أنبوب المبيض وترك المبيض، حتى يساعد المبيض الآخر و-الحمد لله-.

سؤالي -يا دكتور-: بعد إزالة أنبوب المبيض الأيمن من الصعب أن يحصل الحمل فيه، فهل ينفع الحقن في هذا المبيض؟ وكيف يعمل المبيض بعد استئصال الأنبوب؟ مازلت بنتا وخائفة من كل شيء.

تقدم لي عريس على خلق، وأمي ترفض أن أصارحه بالقضية، علما أنني فحصت عند أكثر من طبيب وأجمعوا بأنني بخير ولا مانع للحمل من المبيض الثاني.

دكتورة أنا أحبك جدا، أرجوك قول لي رأيك الشخصي، هل أسمع لكلام والدتي ولا أقول شيئا، أم أصارح زوج المستقبل بذلك؟ أكثر الناس لا تتفهم أنه لا يوجد مانع مجرد، فحينما يعلمون بأن البنت أجرت عملية بالرحم يتركونها ويقولون لا تصلح.

هل أكتم الأمر مادمت بخير، أم أتكلم؟ أريد رأيك كأخت لي أثق بها، وأشكرك والله يرزقك سعادة الدنيا والآخرة، أرجو من الدكتورة الرد.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا بدوري أقول لك كل عام وأنت وكل الأمة الإسلامية بخير -إن شاء الله تعالى- وأشكرك على كلماتك الطيبة، والتي تدل على ذوقك وحسن خلقك, واسأل الله عز وجل أن يوفقنا دائما لخدمة بنات وأخوات فاضلات مثلك.

أحب أن أطمئنك -يا ابنتي- بأنه بإمكانك الحمل وبشكل طبيعي -بإذن الله تعالى- طالما أن الأنبوبة اليسرى عندك موجودة وسليمة.

نعم إن الحمل ممكن من البويضات الموجودة في المبيض الأيمن؛ لأن البويضة التي تخرج منه بإمكانها الانتقال عبر السائل الموجود في البطن إلى الأنبوبة اليسرى, وقد بينت الدراسات بأن حوالي ثلث الحمول التي تحدث عند السيدات اللواتي لديهن أنبوبة واحدة تكون البويضة فيها آتية من المبيض الذي تم استئصال الأنبوبة في جهته؛ لذلك لا داعي للقلق من الآن فأمورك تبدو جيدة -بإذن الله تعالى-.

ولأطمئنك أيضا أقول لك بأن هنالك بعض النساء يولدن ولديهن أنبوبة واحدة فقط, ويحملن ويلدن عدة مرات، ولا يكتشف الأمر إلا صدفة.

إذا اطمئني -يا ابنتي- فالحمل عندك ممكن أن يتم بشكل طبيعي -بإذن الله تعالى- إذا كانت الأنبوبة الثانية سليمة, والكلام الذي قاله لك طبيبك الذي أجرى العملية هو كلام صحيح -بإذن الله تعالى-.

بالنسبة لسؤالك عن إخبار خطيبك بالأمر فإنني أرى بأن الصراحة هي الأفضل, فمثل هذه الأمور قد تكتشف بعد الزواج, وهنا ستكون المشكلة أكبر، وسيفقد ثقته بك, لذلك ومع احترامي لرأي والدتك الفاضلة إلا أنني أرى بأن تطلعيه على الأمر، وبنفس الوقت توضحي له 0بأن الأطباء قد أكدوا لك بأن ما حدث معك لا يمنع الحمل، ولن يؤثر على خصوبتك، وبإمكانك اطلاعه على تقرير الطبيب إن أراد ذلك، أو بإمكانه الاستفسار بنفسه عن مثل هذه الحالات.

وأنا شخصيا أرى بأن مثل هذا الموقف سيكون بمثابة فرصة لك لتتعرفي على شخصية خطيبك الحقيقية، فإن كان شخصا ناضجا يحتكم إلى المنطق والعقل وعلى خلق ودين, فسيتمسك بك أكثر، لأنك إنسانة صادقة وصريحة, وسيقتنع برأي الأطباء بأن ما حدث معك لن يؤثر على الحمل مستقبلا -بإذن الله تعالى- وسيكون يقينه كبيرا بأن الذرية هي رزق من الله عز وجل, فكثيرة هي الحالات التي يكون فيها الزوجان سليمين، ومع ذلك لا يحدث الحمل (عقم غير مفسر).

وجود أنبوبتين لدى السيدة لا يضمن حدوث الحمل, فقد تحمل وتلد عدة مرات بشكل طبيعي من لديها أنبوبة واحدة فقط, بينما لا تتمكن من الحمل من لديها أنبوبتان, ولا أحد يعلم ماذا يحمل له الغد, فكم من سليم معافى أصبح مريضا، وكم من مريض مرضا شديدا شفي -بإذن الله تعالى-.

إذا كان خطيبك قوي الإيمان فسيعي كل ذلك، وسيستمر في طلبك, أما إذا غير رأيه و قرر الانسحاب بعد علمه بالأمر, فقد يكون في ذلك خير خفي لك, واحمدي الله عز وجل أن كشف شخصيته لك مبكرا, فهذا يعني بأنه قليل الإيمان، وينظر للأمور نظرة سطحية ويتأثر بآراء الآخرين بسهولة، ولا يحتكم للعقل والمنطق, وهذا يعني بأن حياتك وسعادتك معه غير مضمونة.

بالطبع -يا ابنتي- هذا رأي المتواضع والقرار في النهاية يعود لك.

أسأل الله عز وجل أن يكتب لك كل الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً