الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تردد الفتاة بين شاب تعلق به قلبها وآخر يريده عليها

السؤال

تقدم لخطبتي شاب، وأنا أحب شاباً آخر، وكثيرة التفكير فيه، علماً بأن أهلي لا يحبون الشخص الذي أحبه لعدة أسباب؛ منها: أنه لا وظيفة له، ويقولون لي بأن الزواج منه مستحيل، وقد تقدم لخطبتي ورفضوه، ولكنه لم ييأس، ويقول بأنه يحبني (هم لا يعلمون أني أحبه).
عندما أفكر بعقل، فإن الشاب الذي تقدم لخطبتي هو الأفضل ولكن حبي هو لشخص آخر، فهل من الممكن أن أعيش حباً آخر إذا وافقت عليه وتركت حبي الأول؟ وهل سأستطيع أن أنسى؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يهدينا لما يحبه ويرضاه، آمين.

ابنتي، إن الله تعالى قد وضع للإنسان منهجاً يسير عليه في حياته وبين له كل ما يحتاجه في دينه ودنياه، ومن ذلك كيف تختارين شريك حياتك؛ فقد بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أن يكون ذا خلق ودين، وعندما بين الله تعالى أسس الاختيار وحدها في الخلق والدين يعلم سبحانه أن الحياة الزوجية لا تستمر مع صاحب المال فقط ولا صاحب الجاه ولا صاحب الوظيفة إنما تستمر مع من له خلق ودين لأنه سيراقب الله تعالى قبل أن يراقب غيره ويتقي الله في زوجته فلا يظلمها ولا يسيء إليها.

ومن هنا فاعلمي أن تعلقك بالشاب الأول إن لم يقم على اختيار صحيح يبنى على الخلق والدين فهو اختيار مرفوض، فمجرد تعلقك به وحبك له ليس هذا مقياسا؛ أولاً ـ لأنك شابة في طور المراهقة، وهذه المرحلة يسيطر عليها الجنس أكثر من أي شيء آخر، ثانياً ـ أنت نظرت إلى ظاهره والظاهر لن يدوم بل يزول ويبقى الجوهر وهو الأخلاق والسلوك، ومن هنا فعليك أن تنظري نظرة مجردة فأيهما ذو خلق ودين فاختاريه وأقنعي أهلك به، فإن تساويا فطاعة لأهلك اختاري الثاني فتكوني جمعت بين الاختيار الصحيح ورضا الأهل.

أكثري -ابنتي- من الاستخارة والدعاء والرجوع إلى الله بالتوبة ونوافل الأعمال وسوف يعينك الله على الصواب.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً