الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي وأمي المنفصلين يريدان نفقة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا من أشد الحريصين على بر الوالدين، ولقد شاء الله أن أحيا على هذه الدنيا بعد أن قرر والدي الانفصال.

أنا الآن مسئولٌ عن أمي وأخي، ومن فترة وجيزة انفصلت أختي عن زوجها وأتت إلي، وهم الآن يعيشون في بلد آخر، وأنا هنا أشتغل وأبعث لهم، والحمد لله على كل شيء، لكن والدي بدأ يطلب المال مني دفعاً من زوجته، وأنا محتار والله أعلم بحالي، وخالتي تنصحني دائماً ألا أكترث لمطالبه، وتقول بأن أمي وإخوتي هم أولى.

ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حبيب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يهدينا وإياكم لما يحبه ويرضاه، آمين.
بخصوص استشارتك -أخي- هناك مبادئ عامة نشير إليها بالآتي:

1) لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، فيتصدق الإنسان بحسب وسعه وطاقته في عبادته ومعاملاته وإنفاقه... إلخ.

2) أنت ومالك لأبيك؛ فكل ما يملكه الابن هو ملك لأبيه، وبالتالي عليك القيام بالإنفاق على والديك على قدر استطاعتك، ويتأكد الإنفاق مع الحاجة؛ فإذا كان أحد الوالدين محتاجاً فيجب على الابن أو الأبناء الإنفاق عليه، وإلا بأن لم يكن محتاجاً فلا وجوب عليه، إنما يأتي البر، وبهذا انظر إلى أبيك: إن كان محتاجاً فيجب عليك وجوباً شرعياً أن تنفق عليه، وإلا فيجب أن تبره، وبره بأن تصله وتعطيه بحسب استطاعتك.

ابني! أعلم أنك بين متطلبات أمك المطلقة من أبيك، وهي تصر على عدم الإنفاق عليه؛ لأنه غير محتاج، وبين متطلبات أبيك المدفوع من زوجته، والحل هو أن توفر قليلاً من المال وتصله به آخر الشهر، إما أن تدفعه له نقداً أو تقدمه له عيناً في شكل مأكول أو ملبوس، فلازم عليك صلته وبره، وإن منعتك أمك فلا تنصع لأمرها؛ لأنها أمرتك بمعصية ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وعليك بكثرة الدعاء أن يوفقك الله لبرهما سويّاً.

والله الموفق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً