الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي أفكار انتحارية.. برأيكم ما مصدرها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل أربعة أشهر، استيقظت صباحا وأنا أنوي الانتحار لأول مرة، لم تكن لدي أي أفكار انتحارية سابقا، بل على العكس كنت من المعارضين لفكرة الانتحار، لدي الآن ثلاث شكوك، أولها: أن فتاة أحبها هي السبب فيما يحصل معي؛ لأن الحب كان من طرف واحد، لا أتكلم معها حاليا، لكنني أفكر فيها كل يوم حتى بعد مضي أشهر.

الشك الثاني: هو أنني كنت قد دخنت المارجوانا قبل شهرين من فكرة الانتحار، وأدخنها نادرا، راودتني فكرة بأنها فاسدة -المارجوانا التي دخنتها-، وأنها تسببت بضرر ما في دماغي؛ لأنني أصبحت بعدها ببضعة أيام أصاب بالذعر، فمثلا تفرجت على برنامج وثائقي للحرب العالمية، وبعد الانتهاء منه شعرت بالخوف، وصادف أنني رأيت آلة للبناء في الشارع، وظننتها آلية حرب، شعرت ببعض الخوف حينها رغم إدراكي أنها ليست آلية حرب، كان خوفا تلقائيا لا أتحكم به، وأصبحت أنزعج من بعض الأصوات، وتؤلمني في أذني، كأصوات اصطدام المعدن مع بعضه، أو فتح الصنبور.

الشك الثالث: هو أن لدي مرضا ما، لا أعلم هل أعراض الاكتئاب هكذا، أم هي أعراض مرض آخر؟! فقد مررت بتجارب قاسية، كالنوم في الشارع لعشرة أيام أثناء بحثي عن مسكن، بحكم دراستي بالخارج، وبعض الظروف الأخرى التي تسببت لي بعدم الذهاب للجامعة، و ضياع سنة إضافية، رغم أنني أضعت قبلها أربع سنوات بين دراسة تخصصات مغايرة لتخصصي الآن، ودراسة اللغة الألمانية.

الأعراض هي: أفقد توازني أحيانا، وأصبحت أفكّر كثيرا لتذكر كلمة ما، وأصبحت أتلعثم في الحديث، ولا أستطيع التركيز، وذاكرتي ضعيفة جدا، وأحس برعشة غريبة في مخّي، ورؤيتي مشوشة، وأحيانا تتداخل الصور فيما بينها لبضع ثوان.

شخصيتي بدأت في التغير، أشعر دائما بالرغبة في البكاء، وأشعر دائما بالتعب، كما يتحرك فكّي السفلي لا إراديا خصوصا بالليل، وأنتقد نفسي دائما، وأنعت نفسي بأنني غبي جدا عندما لا أفهم شيئا في المواد الدراسية، ودائما ما يترافق عدم فهمي هذا بالأفكار الانتحارية.

لدي الآن موعد مع طبيب نفسي في الشهر المقبل، لكن بحكم اللغة لا أستطيع إيصال كل المعاناة التي أحس بها؛ لذلك لجأت لكم لأسألكم أولا؛ لتتكون لدي فكرة، هل مضادات الاكتئاب تؤثر على معدلات الذكاء، أو على قدرات الاستيعاب مستقبلا؟ لأنني لو تناولتها وشفيت مؤقتا فأنا متأكد أن هذا الشعور سيعود بقوة لو اكتشفت أن قدراتي الاستيعابية تأثرت به، وهل يمكن أن تكون الفتاة أو المارجوانا هما السبب؟ أتمنى أن تساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amine حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

غالبًا ما تعاني منه أخي الكريم اكتئاب نفسي، والاكتئاب النفسي مرتبط ارتباطًا كبيرًا بالأحداث الحياتية، قد يحدث الاكتئاب النفسي بعد أحداث حياتية متراكمة، وبالذات يكون فيها فقدان لشيء ما، وضغوطات، وطبعًا فقدانك العلاقات -خاصة علاقة الإنسان بمَن يُحب- له علاقة بالاكتئاب -أخي الكريم-.

المارجوانا لا تُسبب الاكتئاب النفسي، ولكنها تسبب نوبات هلع، وهذا ما حصل معك -أخي الكريم- معروف جدًّا أن تناول المارجوانا لأول مرة أو حتى بعد عدة مرات قد يؤدي إلى حدوث نوبات هلع، وهذا ما حدث معك.

مضادات الاكتئاب -أخي الكريم- تُعالج الاكتئاب، والاكتئاب هو الذي يؤدي إلى عدم التركيز وإلى مشاكل الذاكرة، فمضادات الاكتئاب بالعكس هي تُساعد مساعدة كبيرة في علاج الاكتئاب؛ وبالتالي تؤدي إلى تحسين قدرة الاستيعاب، وبالتالي يتحسَّن الذكاء، والذكاء أصلاً لا يتأثر -أخي الكريم-، إنما القدرة على الاستيعاب هي التي تتأثر بمرض الاكتئاب النفسي، ومضادات الاكتئاب تعالج الاكتئاب، وبالتالي القدرة على الاستيعاب تتحسَّن، وقدرات الشخص الذهنية والعقلية تتحسَّن.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً