الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي صعوبة في التركيز واكتئاب وأستجيب لأدوية الفصام، فما تعليقكم؟!

السؤال

السلام عليكم.

ليس لدي أعراض الفصام، ولكنني أستجيب لأدوية الفصام فقط، الأعراض هي صعوبة التركيز والتفكير اللاإردي، الخمول والاكتئاب، التفكير بنفس الموضوع ونفس النقطة.

هل أعاني من الفصام؟ ولماذا أستجيب لمضادات الذهان فقط؟ وهل الخوف أحد أعراض الفصام؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ مالك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا سؤال جيد حقيقة، وأنا أعتقد أن أفضل إجابة يمكن أن أُدلي بها هي: أن بعض حالات الفصام البسيطة يكون صاحبه مُدركًا لما يأتيه من أفكارٍ متسلطة عليه، وقد يكون هنالك أيضًا شيء من الأفكار الوسواسية في ذات الوقت، وضعف التركيز قد يكون سمة من سمات القلق، أو سمة من سمات الفصام.

وبعض الحالات حقيقة تستجيب للأدوية المضادة للذهان، وهي ليست فصاما، مثلاً: بعض حالات قلق المخاوف حين نعطي جرعة من الأدوية المضادة للذهان - مثل الرزبريادون - بجرعة صغيرة يستجيب المريض، أو إذا أعطينا هذه الجرعات من الأدوية المضادة للذهان مع دواء آخر أكثر تخصُّصًا تكون الاستجابة أفضل، وأنت سألت فيما مضى عن دور مضادات الذهان في علاج المخاوف.

أيها الفاضل الكريم: أنا لا أستطيع أن أقول أبدًا إن لديك فصاما، لا أريد أن ألصق بك هذا النوع من التشخيص، وإن كان المرض ليس عيبًا أبدًا، وتفسيري هو أن حالتك هي غالبًا تكون حالة قلقية وسواسية، وقلق المخاوف الوسواسي -كما ذكرتُ لك- يستجيب لجرعات صغيرة من مضادات الذهان، في بعض الأحيان نحتاج أن نُضيف دواءً آخر، وفي بعض أحيانٍ أخرى لا نحتاج إلى إضافة دواء آخر.

وأعتقد أنه سيكون من الجميل جدًّا أن تُناقش هذا الموضوع مع طبيبك المعالج، وأن تدخل في حوارٍ صريح مع الطبيب، وأنا متأكد أن الطبيب سوف يفيدك إفادة مباشرة؛ لأن موضوع التفكير اللاإرادي يحتاج للمزيد من الاستقصاء، هل هي أفكار وسواسية؟ هل هي أفكار فصامية؟... وهكذا.

لا تنزعج أبدًا ما دامت حالتك تستجيب لمضادات الذهان، ومضادات الذهان موجودة، ومعظمها سليمة.

وبالنسبة لسؤالك: هل الخوف أحد أعراض الفصام؟

ليس عرضًا مألوفًا في الفصام، لكنه قد يحدث في بداية الإصابة بمرض الفصام؛ لأن الإنسان حين يُصاب بمرض الفصام يكون في حيرة من أمره، يعرفُ أن هناك أمورًا كثيرة غير طبيعية تدور في نفسه وفي خُلده وفي تفكيره، لكن لا يستطيع أن يُحدِّدها. إذًا: ضخامة التجربة وغرابتها قد تؤدي إلى شيء من المخاوف.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً