الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التفكير بالقدر مع الإصابة بالاكتئاب

السؤال

السلام عليكم.

منذ صغري وأنا أبحث في القدر وما هو الشيء الذي يميز بين قدرتي على فعل الأشياء أو عدمها، وأيضاً تدخل الشيطان في اتخاذي لقراري أم أن تلك هي نزعة بداخلي وميولي وأهوائي التي أظن أننا مطالبون بالبعد عن الطوع للميول والأهواء، وأقول أنني في صراع عندما أتخذ قراراً ما، وما الدافع لهذ الفعل الذي قد ينتابني في فعله؟ وما إذا كانت البيئة التي أعيش فيها كانت سبباً في ذلك الصراع بداخلي الشديد والذي قد يجعلني في كثير من الأحيان أحبط؟ وكيف أسير في منهاج حياتي؟

ذهبت مرة إلى عيادة الأخصائي النفسي، ولكن رفع من معنوياتي ولم يرد على تساؤلاتي السابقة، ربما ظناً منه أنني مصاب باكتئاب عرضي بسيط، وأخاف أحياناً من الأدوية التي قد كتبها لي، وخاصة أني قد سمعت أن هذه الأدوية تؤثر فيما بعد على الإنجاب وغيرها، وأني أحس أنها قد تعطيني هدوءاً أكثر من اللازم.

ومما قد يحزنني أني دائماً لما أترك الأمور حتى تكون أكثر خطورة بعد ذلك أقول أنه قدر، وقد أرى الخطر ولا أتحرك، قد يكون ذلك لعدم تأكيد الذات على حد علمي من قراءتي السابقة فأحياناً أكون متحيراً؛ لأنني قد أستمع للكثير ولا أفعل، ربما ظناً مني بأنهم أكثر مني خبرة حيث إنني قد تعرضت لفترة اكتئاب كبيرة، أرجو الإفادة.

وأيضاً لا أعرف أن أقول لا للأشياء التي لا أريدها، وأيضاً في مجال العلاقات قد أتعرض لمعرفة إحدى الفتيات بطبيعة العمل، وقد تميل إلي وتريد التقرب مني، ففي هذه الحالة قد أكون معرضاً لحرج كبير وقلق جداً، فقد أتودد إليها حرصاً على عدم غضبها أو فقدانها ربما تكون فرصة للارتباط بها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

أولاً: قضية هل الإنسان مخير أم مسيّر؟ خضعت لنقاش كثير من علمائنا، والفلاسفة وغيرهم، ولكن الشيء المؤكد هو أن الإنسان حين يقلل من قيمة نفسه يُضعف إرادته، وحين يرفع من قيمة ذاته يرفع من إرادته ومقدرته على توجيه هذه الإرادة في أمور الحياة الدنيوية اليومية، وهذا هو المطلوب منك بالضبط.

ثانياً: الشيطان وتدخلاته معروفة، والإنسان يمكنه أن يحصن نفسه ويستعيذ بالله من الشيطان، وهذا هو المطلوب أيضاً، ويجب أن لا نبرر إخفاقاتنا ونقول إنها من الشيطان، فهذا الكلام ليس صحيحاً، فالشيطان أضعف من الإنسان، والإنسان قد كرم عليه، ولا شك في ذلك .

يربط علماء النفس دائماً بين الأفكار السلبية والاكتئاب النفسي، وربما يكون هنا دور العلاج الدوائي مطلوباً، فأرجو أن لا تستنكر الدواء الذي وصفه لك الطبيب، خاصةً وأنه توجد أدوية لا تسبب إدماناً ولا تعوداً، مثل الدواء الذي يُعرف باسم (بروزاك) على سبيل المثال، والذي يمكن أن تتناوله بمعدل كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، وهذا هو الذي أراه، حيث أنه دواء سليم وغير إدماني كما ذكرت لك.

كل الذي ذكرته في آخر رسالتك يمكن التخلص منه بتحسين قيمة ذاتك، والإصرار على أن الآخرين ليسوا بأفضل منك، ويجب أن تقود ولا تُقاد، خاصةً في الأمور البسيطة .

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً