الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من مرض الرهاب والاكتئاب، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم دكتور محمد عبد العليم

أنا مريض رهاب واكتئاب مستمر، جربت أدوية كثيرة ولم أشعر إلا بتحسن بسيط ثم الرجوع لنقطة الصفر مرة أخرى مع استمراري على العلاج بانتظام.

هل هناك أسباب عضوية تؤخر عمل العلاج؟ فأنا منتظم على العلاج لمدة 6 سنوات، ومللت من العلاج والمرض النفسي، وبدأت بعلاج جديد لوسترال 50 حبة صباحاً ومساءً، (وامبريد 50) صباحاً ومساءً (ولامكتيال) فهل العلاج والجرعات مناسبة لحالتي أم تحتاج تعديلاً؟

ملاحظة: عند أي انتكاسة أجد شعورا غريبا، أشعر بأن الجزء الخلفي الأيسر فارغ وبه ألم بسيط، ويزداد القلق والخوف، نرجو من سيادتكم النظر بحالتي، والعلاج الأفضل لها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: الإنسان إذا شُخِّصَ بأنه يُعاني من علَّةٍ نفسيَّةٍ ما مثل الاكتئاب مثلاً والرهاب في حالتك، إذا لم يستجب للعلاج فيجب أن يُراجع التشخيص أولاً، هل التشخيص صحيح؟

الأمر الآخر هو أن يُراجع الدواء، هل الدواء هو الدواء السليم والصحيح؟ وهل جرعته صحيحة؟ وهل الإنسان مستمرٌّ عليه بالتزام؟

هذه – أخي الكريم – شروط أساسية، ويجب أيضًا أن نتأكد إذا كان الإنسان يتناول أدوية أخرى مع مضاد الاكتئاب؟ هل لتلك الأدوية أثر سلبي على امتصاص الدواء المضاد للاكتئاب ودخوله في الدم بالصورة والكمية المطلوبة؟

إذًا –يا أخي– هذه كلها أمور وشروط مطلوبة في حالة عدم الاستجابة للعلاج الدوائي.

الأمر الآخر: يُعرف أن حوالي ثلاثين إلى أربعين بالمائة من مرضى الاكتئاب استجابتهم للأدوية ليست جيدة، وأقصد بذلك الأدوية لوحدها، ولابد من تدعيم الدواء بالعلاجات الأخرى، العلاجات الإسلامية، والعلاجات الاجتماعية، والعلاجات النفسية السلوكية.

العلاجات الإسلامية معروفة: الالتزام بالصلاة في وقتها، صلة الرحم، الالتزام بخلق الحسن ومكارم الأخلاق، والالتزام بكل العبادات، والدعاء، والاستغفار، والرقية الشرعية، هذه كلها علاجات، وهي ضرورية.

على مستوى العلاج الاجتماعي: مهما كانت درجة إطباق الاكتئاب وإحباط الإنسان؛ لابد – يا أخي – من التواصل الاجتماعي، الأشخاص الذين لديهم نسيج اجتماعي فعّال ويحرصون على القيام بواجباتهم الاجتماعية هم من أسعد الناس وأفضل الناس.

إذًا الحرص على الواجبات الاجتماعية مهمٌّ، والواجبات الاجتماعية تتمثّل في: تلبية الدعوات، حضور المناسبات والأفراح، المشي في الجنائز، تقديم واجب العزاء، زيارة المرضى، تفقُّد الأرحام، تفقّد الجيران، الاستئناس مع مجموعة طيبة من الأصدقاء يرتاح لهم الإنسان، فهذه يا أخي كلها علاجات اجتماعية وإسلامية مهمَّة جدًّا.

العلاج النفسي السلوكي المطلوب في حالة الاكتئاب والرهاب: هو أن يكون الإنسان دائمًا إيجابيًا في تفكيره ومشاعره وأفعاله، مهما تكالبت المشاكل على الإنسان لابد للإنسان أن يكون عالي الهمّة، ويُكابد، ويُجاهد، ويكون إيجابيًّا، خاصة على مستوى التفكير، الفكر التشاؤمي يجب أن نُحقّره، والإنسان يجب أن يعيش على الأمل والرجاء، هذا أفضل وأصلح، الاهتمام بالعمل - يا أخي – وإتقانه وتطوير الذات فيه، هذا أيضًا نوع من العلاج، وأنا متأكدٌ أنك على إدراك على كل ما ذكرتُه لك، لكن وددتُّ أن أذكره لك من أجل التذكرة والتأكيد على أهميته.

الأدوية التي تتناولها أنت الآن هي أدوية ممتازة وأدوية فعّالة جدًّا، بالنسبة للسترال: إذا أردتَّ أن تتناول جرعة مائة مليجرام يوميًا كجرعة واحدة لا بأس في ذلك، وإذا أردتَّ أن تتناولها صباحًا ومساءً بجرعة خمسين مليجرامًا أيضًا هذا جيد وممتاز، واللامكتال: اجعل الجرعة تصل إلى مائة مليجرام يوميًا، هذه سوف تكون جرعة داعمة، وجرعة جيدة، والمبريد: قطعًا إن شاء الله تعالى يُساعدك.

إذًا أقول لك: الرزمة العلاجية الدوائية التي تتناولها هي رزمة ممتازة، وأسأل الله أن ينفعك بها.

الشعور الغريب الذي يأتيك في الجهة اليسرى من الخلف: هذا مجرد نوع من الأعراض النفسوجسدية. مارس الرياضة، وتجاهلها وسوف تختفي تمامًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً