الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شاب يكثر التفكير في الزواج

السؤال

أنني كثير التفكير في موضوع الزواج، فماذا أفعل؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الإله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله العظيم أن يهيئ لك من أمرك رشداً، وأن يُشغلنا بذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يحقق مقاصدنا ويغفر ذنوبنا.. وبعد،،،

فإن التفكير في الزواج وطلب العفاف هو شأن كرام الرجال، والراغب في الزواج أحد الذين يستبشرون بتأييد الله ومعونته، وعندما يتزوج المسلم ويستقر يتحسر على تأخير الزواج، فاجتهد في تجهيز ما تقدر عليه، وابحث عن صاحبة الدين، واعلم أن الأرزاق بيد الله القائل: (( إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ))[النور:32] ولقد فهم السلف هذا المعنى العظيم؛ فكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: (التمسوا الغنى في النكاح) وهذا مجرب؛ فإن الإنسان عندما يتزوج يشعر بمزيدٍ من المسئوليات، ويُضاعف جهده ويوفر ماله ويبارك الله له؛ لأن طعام الاثنين يكفي الأربعة، والاجتماع على الطعام يكثره، والمرأة تأتي برزقها، وكذلك الأطفال الذين قال في شأنهم الرزاق: (( نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ))[الإسراء:31]، فقدمهم على الآباء ليذكروا بأن الرزق من عنده، بل ربما يرزق الإنسان بأطفاله، (وهل ترزقون إلا بضعفائكم بإخلاصهم وصلاتهم ودعائهم؟!)

وإذا لم يتيسر أمر الزواج فعليك بالصوم، واشغل نفسك بما خُلقت له وبما ينفعك وينفع الناس، وكن عوناً للضعفاء، فإن الله في حاجة العبد ما دام العبد في حاجة إخوانه، وتذكر أن الشريعة خاطبت من صعب عليهم أمر الزواج بقوله تعالى: (( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ))[النور:33].
نسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً