الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب وفاة خالتي أصبت بخوف ورجفة مستمرة، فما هذه الحالة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

توفيت خالتي قبل شهري، وعندما سمعت الخبر كنت في فراشي، فانتابني خوف شديد ورجفة في جميع أنحاء جسمي، وبعدها في الصباح انتابني خوف وذعر، وصارت تأتيني على فترات منتظمة وقت المغرب والليل، فأعاني من ضجة وخوف وقلق، ثم أرجع طبيعيا، وهكذا.

راجعت الطبيب النفسي، فطمأنني، ووصف لي السيركويل 25 ملغ، فكانت الحالة في البداية قوية، ثم أصبحت خفيفة، أفيدوني، ما تشخيص هذه الحالة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما عانيت منه في هذه الفترة هي نوبة هلع –أخي الكريم–، وهي عادة تأتي في شكل خوف شديد أو هلع مع أعراض قلق وتوتر بدنيَّة جسمانية، أو أعراض قلق وتوتر نفسيَّة، وتستمر لعدة دقائق قد تمتدَّ إلى ساعاتٍ أحيانًا، ولكن تختفي بعدها ويرجع الشخص إلى حالته الطبيعية، وقد تُصاحب نوبات الهلع القلق والتوتر، وقد تصير اضطراب هلع في حدِّ ذاتها، هذا إذا تكررت النوبات وإذا صار هناك خوف من أن يأتي إحساس أو توجُّس أو انتظار برجوع هذه النوبات، وبذلك تصير اضطرابًا في حدِّ ذاتها.

الأرجح هو أن النوبات التي عانيت منها – أخي الكريم – مرتبطة بالقلق والتوتر، وكلها مرتبطة بحصول وفاة قريبتك، وأثَّرت فيك طبعًا، لأنها كانت وفاة مفاجئة، وغالبًا أنت كنت قريبًا جدًّا منها، ولذلك أثَّرت هذه الوفاة –أعني وفاة خالتك– في نفسيتك.

الحمد لله –كما ذكرتَ– بدأ هذا التأثُّر يخفّ ويتلاشى، وما أعطاه لك الطبيب هو مُهدئ ويُساعد في النوم، لأنك لا تحتاج لعلاج لفترة طويلة – أخي الكريم – وأنا واثق من أنها ستختفي تمامًا بعد فترة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً