الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي أفضل مضادات الاكتئاب والذهان التي تنصحوني بها؟

السؤال

السلام عليكم..

أرجو منك وصف جميع وأفضل مثبتات المزاج لحالة ثنائي القطب؟

تناولت لاميكتال، وأصابتني حكة وحساسية شديدة؟ فهل أتوقف عن استخدامه لأن الدكتورة قالت بأن الحكة ستزول مع الوقت، كما أحتاج لأدوية مضادة للاكتئاب ولذهان ومثبتات مزاج بنفس الوقت.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


بارك الله فيك، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.
مثبتات المزاج في حالة ثنائية القطبية تعتمد على نوعية ثنائية القطبية، هل هي من الدرجة الأولى أم من الدرجة الثانية؟ أم هي من الدرجة الثالثة؟ وأيّ من هذه الأقطاب هو الأقوى؟ هل هو اكتئابي؟ هل هو القطب الهوسي؟ هل تُوجد قطبية ممتزجة؟ بمعنى أن الإنسان قد يكون لديه أعراض اكتئابية وأعراض هوسية في ذات الوقت؟ هل هنالك أي محور ذهاني؟

فيا أخي الكريم: هذه كلها أمور مهمَّة جدًّا لتحديد مثبت المزاج المطلوب.

وعلى العموم: نحن نعتبر أن (كربونات الليثيوم) هي مثبِّت المزاج الأول، وهذا الدواء اكتشفه البروفيسور (كيت) في عام 1952 في استراليا، ومنذ ذلك الوقت حقيقة نستطيع أن نقول: لم يأتِ دواء يعلو على دواء كربونات الليثيوم فيما يخصّ تثبيت المزاج.

لكن الليثيوم لديه بعض العيوب ويحتاج لضوابط مُعيّنة حتى تأتي فائدته ونضمن أن الإنسان في طيف السلامة الدوائية.

الدواء الثاني قطعًا هو الـ (دباكين كرونو) وهو دواء معروف جدًّا، وأصلاً هو مضاد للصرع لكن أثبت فعاليته في تثبيت المزاج، وهو شائع الاستعمال.

الدواء الثالث هو الـ (تجراتول) وهو أيضًا مضاد للصرع، وفعاليته في تثبيت المزاج معروفة، خاصَّة تظهر جودته في تثبيت القطب الهوسي.

اللامكتال – والذي يُعرف علميًا باسم لامتروجين – دواء رائع، وهو أيضًا من مضادات الصرع الثانوية، وفعاليته تكونُ أفضل كثيرًا إذا كان القطب الاكتئابي هو المُهيمن.

بالنسبة لموضوع الحساسية – أخي الكريم -: إذا ظهرتْ أي حساسية من هذا الدواء يجب أن يتم التوقف منه، لأن هنالك متلازمة تُسمَّى (متلازمة استيفن جونسون/ Stevens - Johnson syndrome) هذا مرض خطير، وهو نوع من الحساسية الشديدة، ويُعرف أن اللامكتال قد يُسبِّب هذه المتلازمة. هذه حالات نادرة، لكن يجب أن يكون الإنسان مُلمًّا بها ويعرفها.

مع احترامي الشديد جدًّا للطبيب الذي قال لك أن الحكّة سوف تختفي مع الوقت، هذا الأمر يحتاج لمراجعة، لذا دائمًا نبدأ اللامكتال بجرعات صغيرة، خمسة وعشرين مليجرامًا ثم خمسين مليجرامًا، وفي نفس الوقت نُلاحظ أمر الحكة أو الحساسية الجسدية/الجلدية، إن ظهرتْ فلا مجال للمجازفة أو المساومة، يجب أن يتم التوقف عن اللامكتال.

هذا – يا أخي – هو الموقف العلمي السليم والرصين والذي يقوم على الدليل الطبي والدليل العلمي الصحيح.

مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان في ذات الوقت حقيقة قليلة جدًّا، يمكن عقار (كواتبين/سوركويل) هو الدواء الذي لديه فعالية أنه مضاد للاكتئاب بنسبة بسيطة، وفي ذات الوقت هو دواء رائع فيما يتعلَّق بعلاج الذُّهان، وهو من أفضل الأدوية التي نستعملها الآن في علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.

سؤالك الأخير: هي أدوية مضادة ذهان ومثبتات مزاج في نفس الوقت.
نعم السوركويل أيضًا ينتمي لهذه المجموعة، وهنالك الـ (أولانزبين) والذي يُعرف تجاريًا باسم (زبراكسا)، وهنالك (إرببرازول) والذي يُسمَّى تجاريًا (إبليفاي)، أدوية أيضًا رائعة جدًّا، وفي الدرجة الثانية يأتي عقار (رزبريادون).

أتمنى – أخي الكريم – أن أكون قد أعطيتك بعض المادة العلمية المفيدة، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أسبانيا عبد المنعم

    شكرا على هذا الشرح

  • الجزائر بن عبد الله

    جزاكم الله كل خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً