الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي الثاني متردد وخائف من إحضار أولادي.

السؤال

السلام عليكم

تزوجت بعد (٥) سنوات من انفصالي وعندي ولد وبنت (٨ و ٧) سنوات.

زوجي وافق بأن يستمروا في حضانتي، ولكن بعد الزواج صارحني بأنه خائف من عدم تقبل الحياة بوجود أطفالي معنا، وأنه خائف من تحمل المسؤولية، بحكم أنه لم يسبق له الزواج من قبل، ولم يجرب الحياة الزوجية، أطفالي لا أستطيع العيش بدونهم، فمنذ انفصالي عن والدهم وهم معي دائماً وبغرفة واحدة معاً.

أنا حالياً في بيتي وهم الآن مع أمي، لا أريد التخلي عنهم، وبنفس الوقت لا أريد الانفصال. اقترحت على زوجي بأن نحضرهم للعيش معنا بعد إنجاب الطفل الأول، ولكن هو اشترط بأن لا نفكر بالحمل والإنجاب إلا بعد سنة! أولادي بحاجتي وأنا لا أستطيع انتظار سنة كاملة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ البتول حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك مشاعرك تجاه أطفالك، ونحيي سؤالك وتواصلك، ونسأل الله أن يحفظهم ويوفقك وأن يليِّن قلب زوجك ويسعدك.

لا شك أن والدتك هي خير من يرعى أطفالك، وهي التي ربتك من قبل، والجدة أمٌّ، ومصير الأطفال أن يخرجوا للحياة.

كما أن مصلحتك ومستقبلك وسعادتك في أن تكوني مع زوجك، ونجاحك معه ممَّا يسعد الوالدة ويفيد الأبناء أيضًا، وإذا نجح الأطفال في البقاء مع الوالدة فاجعلي همك في التأقلم والتكيّف مع الوضع الجديد، ولا مانع من أن تكثري لهم الزيارات وتكرري الطلب لزوجك بحيث يتيح لك فرص أكثر في الذهاب إليهم، وبأن يفتح لهم بيته وقلبه إذا حضروا إلى بيته.

قدوة كل من يتزوج امرأة معها أطفال هو رسولنا صلى الله عليه وسلم في زواجه من أم سلمة - رضي الله عنها - حيث تربى صغارها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، وسعدوا بقربه ولطفه واهتمامه.

لا يخفى على أمثالك أن اهتمامك بزوجك وإقبالك عليه من أهم ما يجعله يوافق على مجيء أطفالك، واعلمي أن الزوج يحتاج إلى اهتمام من زوجته، وليس من المصلحة أن تشعريه بأن أطفالك أهم منه، والحقيقة أن للأطفال مساحة في قلبك لا ينافسهم فيها الزوج، كما أن للزوج مكانة لا يعدلها شيء، فأعطِ كل ذي حقٍّ حقّه.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يوفقك وأن يسعد أطفالك وأن يحفظكم جميعًا ويتولاكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً