الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتخيل أشخاصا أكلمهم وأضحك معهم في الغرفة، ساعدوني بتشخيص حالتي

السؤال

السلام عليكم

أتخيل أشخاصا كثيرين أغلبهم معروفون، أو أشخاصا لا أعرفهم في غرفتي، وأتكلم وأمزح وأضحك معهم كل يوم، وبعض الأحيان أتخيل أشخاصا أنهم ماتوا، أو أحد ما خدعني ثم أبدأ بالبكاء.

أغلب وقتي أتخيل أمورا أريد فعلها، وهذه الحالة التي أنا فيها منذ سنين، مع العلم أنه ليس لدي أخت، إخواني ذكور فقط، ولا أتكلم معهم كثيرا، خاصة أبي وأمي نادرا ما أكلمهم، أقضي أغلب وقتي في غرفتي، ولدي وقت طويل لم أخرج من البيت، وأبي وأمي لا يسمحون لي بالخروج مع صديقاتي أو بمفردي.

أرجو منكم الرد في أقرب وقت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمينة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

هذا النوع من الخيال مرفوض، هو نوع من أحلام اليقظة، ويجب ألَّا نملأ الفراغ بهذه الكيفية، لا تتخيّلي هؤلاء الأشخاص، ولا تخاطبيهم، هذا مضيعة للوقت، ويضرُّ كثيرًا بفكرك، ويجعلك وسواسية وقلقة، فأرجو أن تتوقفي عن هذا الذي تقومين به، وحتى ولو كنت وحدك هنالك أشياء كثيرة يمكن أن تستفيدي منها: يمكن أن تقرئي، أن تطّلعي، تتدارسي القرآن، تمارسي تمارين رياضية داخل البيت، تمارسي بعض التمارين الاسترخائية، تُشاركي في أعمال المطبخ مع الوالدة مثلاً.

هناك أشياء كثيرة جدًّا يمكن أن تقومي بها، لا تسرحي بخيالك بهذه الكيفية، وتجعلي نفسك أسيرة للخيالات وأحلام اليقظة، وهذا أمرٌ حقيقة خطأ كبير جدًّا، هنالك برامج ممتازة في التلفزيون يمكن مشاهدتها، -كما ذكرتُ لك-: قراءة القرآن، ولماذا لا تُخططي لمشروع تسميه (مشروع حياتي)، احفظي شيئًا من القرآن، مثلاً لو حفظت جزءًا من القرآن كل ثلاثة أشهر، أو كل شهرين، هذا أمرٌ جميل وطيب، بدلاً من أن تُضيّعي وقتك مع هؤلاء الأشخاص الوهميين يمكن أن تقومي بشيء أفيد لك، والانغماس في مثل هذا النوع من الفكر يؤدي إلى وساوس شديدة جدًّا في المستقبل.

هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً