الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التفكير الإيجابي من أهم الوسائل التخلص من الاكتئاب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله بركاته.

أما بعد:

فأنا آنسة أبلغ من العمر 28 عاماً، الحمد لله في وظيفة جيدة، وعائلتي ذات مركز مرموق والحمد لله، أتمتع بخفة ظل وحلاوة طبع، لكني كنت مررت بظروف نفسية، وهي أني كنت متعلقة بشخص وخدعني في كل ما قاله عن نفسه ودمرني نفسياً، ووقتها حينما كنت على علاقة به كنت غير ملتزمة وكنت على معصية، ولكني كنت سعيدة جداً.

الآن وبعد أن منّ الله سبحانه علي بالهداية وبحفظ القرآن؛ أشعر بالتعاسة وبغير الرضى، وبعدم قدرتي على التأقلم مع من حولي، حتى أنني لا أعرف نفسي إذا نظرت في المرآة أقول: من هذه؟ لا أشعر بنفسي، أنا تعبت جداً، أحاول مع نفسي لكني أخشى أن أترك العنان لنفسي فأعصي الله ثانية، وفي نفس الوقت أنا أعتبر حية ميتة.

بعض الأطباء شخصوا حالتي على أنها اكتئاب، إذن ما الحل؟ والأدوية والعقاقير لا تجدي معي؛ لأنني أعاني من فرط الحساسية للمركبات الكيمائية، حيث أعاني من (Gilbert disease)، وهو ارتفاع نسبة الصفراء في الدم من غير أن تؤثر على وظائف الجسم، ولكن كبدي يتعامل مع الأدوية بغرابة، حيث إنه يظهر الأعراض الجانبية لأي دواء خلال أيام من تناولي له.

ماذا أفعل أفيدوني؛ حيث إنني أعاني من زغللة واضطراب في النوم وفقدان شهية، أفيدوني فأكاد أجن!

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

جزاك الله خيراً على سؤالك، ونود أن نشد على يدك ونهنئك بتوبتك الصادقة هذه؛ لأنه حتى مشاعرك التي يعتبرها البعض اكتئابية هي في الحقيقة رجوع ومحاسبة للنفس، ولكن لا شك أنك مكلفة بالأخذ بالجانب الآخر للمعادلة، وهو أن الإنسان يجب أن يعيش دائماً على الأمل والرجاء، وأن لا تثقلي على نفسك، فرحمة الله واسعة، وتوبتك مقبولة بإذن الله.

الطرق التي يمكن للإنسان أن يتخلص من الاكتئاب عن طريقها هي وسيلة التفكير الإيجابي، وهذه تتأتى بأن تقومي بإجراء تحليل ذاتي لأفكارك، وتحددين جميع الأفكار السلبية ذات الطابع الاكتئابي، ثم تضعي الفكرة أو الكلمة المضادة، وهي من المفترض أن تكون إيجابية في محتواها ومعناها، وتقومي بعد ذلك بتكرار الفكرة أو الكلمة الإيجابية عدة مرات، مع التأمل فيها، والسعي الحثيث على أن تتمركز وتتركز الفكرة الجديدة، وتُستبدل الفكرة السلبية، (هذا النوع من العلاج السلوكي أثبت جدواه إذا طبقه الإنسان بالصورة الصحيحة).

الشيء الآخر: يمكن الاستعانة بأيٍ من الأخوات الفاضلات في مجتمعك أو محيطك، ومناقشة الأمور التي تضايقك، وسوف تجدين منهن إن شاء الله المساندة والدعم، كما أن التحدث في مثل هذه المواضيع لشخص يوثق به يمثّل علاجاً نفسياً أساسياً يُعرف بالتفريغ النفسي.

بالرغم من تحفظك نحو الأدوية للعلة الطبية التي ذكرتيها، إلا أن هنالك أدوية سليمة لا تؤثر على الكبد، ومنها عقار يعرف باسم (ريمانون)، لا مانع أن تأخذي منه نصف حبة (15 مليجراما) ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ولا بأس في أن تأخذي رأي طبيب الكبد في هذا المجال.

نسأل الله لك العافية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً