الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تعامل الفتاة مع الخلافات مع خطيبها

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا طالبة في المرحلة الجامعية، أحببت شخصاً في الثانوية العامة، وهو شخص محترم جداً حتى إن والدتي تمنت لو أنه يتقدم لي أو لأختي، وقد كلمني وأراد أن يعرف شعوري ناحيته ليتقدم لخطبتي، وأنا من طبعي سريعة في اتخاذ قراراتي، وعصبية بعض الشيء؛ فحدث خلاف بسيط بيني وبينه.

وفي أثناء هذه الظروف تقدم شاب آخر لخطبتي، وهو من عائلة محترمة ومحترم جداً، وقد وافقت على الارتباط به، وكانت هذه أول مرة أراه في حياتي، وتمت الخطوبة في أقل من أسبوع، وأنا الآن أعاني من صراع نفسي، وأشعر بأني ارتكبت خطأً بسبب ارتباطي به، فأنا أحب ذلك الشخص الذي عرفته في الثانوية، فهو أكبر مني بحوالي 4 سنين وليس من سني، وقد مرت سنة ونصف على خطبتي من ذلك الشاب.

وأنا الآن أريد فسخ الخطبة ولا أريد الزواج منه، ولكن أهلي كلهم معارضون يريدون سبباً مقنعاً لفسخ الخطبة، ولا أعرف ماذا أقول لهم فهم يقولون لي: أنه إذا تم فسخ الخطبة فإنني أكون قد بطرت النعمة، فلقد كانت أمي في إحدى دروس العلم في أحد المساجد، ودعت بأن يرزقني الله بعريس محترم، وكان ذلك في نفس اليوم الذي دعت فيه، وهم يطلبون مني سبباً مقنعاً، ولا أعرف ماذا أقول لهم، ولا أستطيع إخبارهم بأني أعرف شخصاً آخر.

علما بأن الشخص الذي أحبه أيضاً على خلق ودين، وهو الآن يتصل بي ويريدني أن أحاول فسخ خطبتي لكي يتقدم هو، وأنا حاولت فسخها قبل أن يكلمني ولا أعرف ماذا أفعل؟ فأنا أتأثر بكلام والدتي كثيراً وكل شيء تقوله أصدقه، ولقد حدث شجار بيني وبين والدي فقمت بخلع الدبلة، وبعدها ضاعت ولم أجدها حتى الآن.

ورأت لي خالتي مناما وهو أن والدتي كانت تعبانة، وأنها لم تر الدبلة في يدي، علما بأنها لم تكن تعلم شيئاً عن هذا الموضوع، وبعدها رأت الدبلة في يدي، وسألتني هل وجدتها؛ فقلت نعم الحمد لله، وتقول أنني كنت نادمة، فما تفسير هذا المنام؟

أفيدوني أفادكم الله؛ فأهلي يحلفون لي لو أن خطوبتي انفسخت؛ فلن أجد عريساً جيداً مثله، وهم دائماً يكررون أني بهذا أبطر النعمة، ولا أدري ماذا أفعل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ شجرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته؛ وبعد:

فالعجلة توصل إلى الندامة، والتأني يورث بإذن الله السلامة، فلا تتسرعي في اتخاذ قرار الفسخ وتتعلقي بآخر فشلت التجربة الأولى معه وحدث الخلاف، والمسلم لا يخطب على خطبة أخيه حتى يأذن أو يدع، وإذا كان خطيبك الرسمي صاحب دين وخلق ومن عائلة محترمة ووافق مزاج أسرتك بل وافق مجيئه دعوة الوالدة لك، فلماذا تتركيه؟

وقد لاحظت أن الشاب الأول بنى علاقته معك في الخفاء، ولا زال يواصل أسلوب الخيانة فيتصل بك من وراء أهلك، في حين أن الشاب الثاني تقدم لخطبتك رسمياً، ونحن ننصحك بطي هذه الصفحة، والابتعاد عن ذلك الرجل الذي اختلفت معه منذ الوهلة الأولى.

والخير كل الخير في طاعة والديك، والوفاء لهذا الرجل وليس في فرق السن مشكلة؛ لأن الفرق ليس كبير، كما أن هذا الشاب ظل ينتظرك سنة ونصف، فإن هذا لا يرضاه الإنسان لإخوانه فكيف نرضاه لهذا الشاب الذي لا ذنب له؟

وأرجو أن تحسني أخلاقك مع والدك؛ فإن رضاه من رضا الله وهو سبب وجودك بعد الله، ولست أدري ما هو سبب الخلاف؟ وما علاقته بدبلة الخطوبة المغضوب عليها؟ ولا أظن أن مثل هذا التصرف يليق بالفتاة المؤمنة، وإذا كانت معرفتك بالشاب الأول منذ الثانوية ولم يتقدم لطلب يدك، وكان يتمادى خلال هذه الفترة بالاتصال عليك من وراء ظهر أهلك، فلا تتعلقي بالسراب، ولا تضيعي هذه الفرصة الجاهزة، وأكثري من الاستغفار والندم على أخطاء الماضي، وخالفي ذلك الشاب، واقطعي صلتك به، وأرجو أن تعلموا أنه لا ينبغي للمسلم أن يخطب على خطبة أخيه.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً