الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع طفلي الذي أفسده الدلال؟

السؤال

كيف أتعامل مع طفلي الذي أفسده الدلال والمصاب بسرطان الدم، علماً أن عمره 3 سنوات فقط، هو عصبي لأبعد حد، إذا ما لم ينفذ ما يريده، ويكون أقرب للعنف إن لم يحصل على مبتغاه، لا يستجيب لأوامري إلا نادرا، كما أنه عنيد بشكل لا يصدق ولا يحتمل، ولا يضبط نفسه فهو دائم التبول على نفسه، لا أدري أهذه المشكلة سببها مرضه أم الدلال الزائد؟

للعلم أن طفلي قد أتم العلاج الكيماوي وأخبرني الطبيب وبشرني حديثاً بشفائه ولله الحمد، وأن جسده الصغير خال من أي مرض، وقد ظهرت عليه علامات مبشرة مثل نمو شعره من جديد وزيادة في الوزن، لكن لابد من متابعة العلاج كي لا ترجع له براثن المرض الخبيث.

الآن بعد أن من الله علي بشفائه، كيف السبيل لتقويم سلوكه؟ وكيف السبيل لتربيته ولتعليمه استعمال الحمام -أجلكم الله- بدلا من التبول على نفسه؟ أرشدوني عافاكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سحر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً، ونسأل الله لهذا الطفل كامل الشفاء.

مما هو معروف أن الطفل الخاص –أي الطفل الذي يُعاني من علةٍ ما- أو الولد وسط البنات، وما شابه ذلك، يكون دائماً عرضةً لأخطاء التربية، مما ينتهي بمشاكل تربوية وسلوكية كبيرة، تكون على حساب شخصية الطفل ونمائه المعرفي والتربوي، ولكن على الأبوين الإدراك التام أن الطفل الخاص يجب أن يُعامل معاملةً عادية مثل أقرانه، أقول ذلك وبالرغم من أنني على دراية كاملة من أن هذا الأمر قد يصعب على بعض الأمهات، ولكنها حقيقة تربوية لابد من الالتزام بها، أي على الطفل أن يعرف لا ويعرف نعم، ويرغّب ويرهّب في المواقف التي تتطلب ذلك، وأرجو أن نعلم دائماً أن العلل الجسدية، مثل المرض الذي أُصيب به ابنك -عافاه الله- تؤدي إلى خللٍ نفسي كبير في التربية إذا لم نكن حريصين في هذا الأمر .

أنت الآن عليك وعلى الذين من حولك تطبيق البرامج السلوكية البسيطة، والتي تقوم على تشجيع الطفل على الإيجابيات، والتغاضي عن السلبيات البسيطة، والتوبيخ المعقول في حالة السلبيات الكبيرة، ويمكنك بصورةٍ عملية أن تلجئي إلى طريقة النجوم، وهي باختصار شديد أن يُلصق للطفل على جدار غرفته نجمتين لكل عملٍ إيجابي يقوم به، وتسحب منه نجمة إلى نجمتين في كل عملٍ سلبيٍ يقوم به، وفي نهاية الأسبوع يمكن يكافئ على عدد النجوم التي اكتسبها بشيءٍ بسيط يكون محبوباً لديه.

لابد أن يراعى عمر الطفل، وبذلك نعني أن تكون البرامج بالبساطة التي يستوعبها.

بالنسبة للتبول اللاإرادي: أرى أن الطفل لا زال صغيراً، والأمر ليس مزعجاً لنا حتى سن الخامسة في الكثير من الأطفال، لكن يجب أن لا يُهمل، ويجب أن يدرب على كيفية الذهاب لدورة المياه وقضاء حاجته، كأن تذهبي به مثلاً إلى الحمام كل ثلاث ساعات، وبعد أن يفرغ مثانته، يمكن أن يشجع ويقبل على سبيل المثال...وهكذا.

لا نشجع استعمال أي أدوية في هذه السن، ولا نعتقد أن طفلك في حاجةٍ لها أصلاً، فقط عليك الالتزام بالمبدأ السلوكي الذي يقوم على التشجيع والتجاهل، والتوبيخ البسيط، مع التركيز على التشجيع.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً