الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق النفسي المرتبط بالمخاوف وما يصاحبه من أعراض عضوية.

السؤال

السلام عليكم..

حالتي النفسية والجسدية كانت ممتازة، ولكن قبل سنتين تقريباً وبالتحديد في ليلة من الليالي جاءني مولودي البكر، بعد أن رجعت إلى البيت تغمرني السعادة وبعد أن نمت قمت مفزوعاً خائفاً- نوبة هلع – واستمرت معي حوالي نصف ساعة، ثم كانت تأتيني على فترات قد تكون متباعدة ولكن في أثناء الصلاة فقط – حوالي عشر مرات فقط في تلك الفترة - ولم أكن أعرف السبب، وقبل عام تقريباً وبينما أنا أصلي جاءتني نوبة عنيفة، ولم أستجب لها، ولم أقطع الصلاة، بل واصلتها، وبعد انتهاء الصلاة كان يلفني الدوار، ومن هنا بدأت القصة:
حيث ترددت على الطوارئ في المستشفيات العامة والخاصة وما من فائدة، إلى أن أشار علي أحدهم بالطب النفسي، فذهبت وكانت الأعراض آنذاك كما يلي:

1- تكرار النوبات بشكل أكثر من السابق وبشكل يومي في بعض الأحيان.
2- الخوف من لا شيء، بل أنني لازمت البيت حوالي ثلاثة أشهر، وكنت أخاف أن أركب السيارة للذهاب إلى أي مكان ولو كان قريباً، فضلاً عن أن أسوق السيارة، ومن هنا ستدرك مأساة ذهابي إلى الطب النفسي حيث الخوف من ركوب السيارة، بل لم أكن أبتعد عن البيت كثيراً.
3- الأرق مع أني كنت طبيعياً جداً ومعروفاً بكثرة النوم في بعض الأحيان.
4- فقدان الشهية، ونقصان شديد في الوزن.
5- كثرة البكاء والهموم .

وبعد ذهابي إلى المستشفى شخص الطبيب الحالة على أنها قلق، وأعطاني Xanax وCipram ، واستجبت للعلاج سريعاً ولله الحمد، وتحسنت حالتي بسرعة كبيرة جداً، حيث أني بعد أسابيع من تناول العلاج كنت أخرج من البيت ورجعت إلى عملي، وقطع الدكتور Xanax وأبقى على Cipram20mg بواقع حبتين في اليوم، وذهب كل ما كان عندي، بل أنني سافرت ورجعت، ثم سافرت سفرة طويلة لمدة ثلاثة أشهر ورجعت ولم يبق من تلك الأعراض إلا دوار في الرأس فقط، ولا أدري هل هو مما أصابني أم أنه مرض آخر؟ حيث أن الأطباء في المستشفى النفسي لم يعرفوا سبباً له، وطلبوا مني الذهاب إلى مستشفى آخر غير نفسي، وسؤالي الآن عن الأعراض التي سأذكرها هل لها علاقة بما أصابني أم لا؟ علماً بأن الدكتور خفف الجرعة إلى حبة واحدة، وربما الأشهر القادمة يخففها إلى نصف ثم يقطعها لأنني تحسنت تماماً، والأعراض الموجودة الآن هي :

1- دوخة .
2- آلام خفيفة في مؤخرة وقمة الرأس.
3- تعب في كل الجسم ورغبة شديدة في النوم كثيراً.

أرجو الإفادة مع جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حين حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

جزاك الله خيراً على سؤالك، وأود أن أؤكد لك أولاً أنه بفضل من الله تم التشخيص الصحيح لحالتك أنها نوع من القلق مصحوبا بشيء من المخاوف، والذي ترتب عليه عسر بالمزاج، ويعتبر العلاج الذي أعطي لك خاصة السيبرام هو العلاج الصحيح.

بالنسبة لأعراض الدوخة والأعراض الأخرى التي ذكرتها، ربما تكون ذات منشأ نفسي، وهذا الغالب في ظني، ولكن إجراء الفحوصات العامة سوف يكون أمراً مطمئناً لك ولنا، حيث أن أمراض الأذن الداخلية ربما تسبب أعراض الدوخة.

أما الإكثار من النوم فيتأتى في كثير من الحالات نتيجة للأعراض الاكتئابية، ومن حالات نادرة يكون نتيجة لعجز إفراز الغدة الدرقية، وهذا فحص بسيط يمكن القيام به من أجل التأكد فقط.

إذا لم تستطع الذهاب إلى طبيب الأنف والأذن والحنجرة فيوجد دواء جيد يعرف باسم Betaserc، وجرعته هي 8 مليجرام ثلاث مرات في اليوم لمدة أسبوعين.

بالنسبة للدواء النفسي المعروف باسم سيبرام هو من الأدوية الفعالة في مثل حالتك، وقد صنفت الشركة المنتجة في الآونة الأخيرة منتج أفضل يعرف باسم Cipralex وجرعته هي من 5 إلى 20 ملج يومياً، وفي مثل حالتك ربما يتطلب 5 ملج فقط، لكن يمكن الاستمرار بالسيبرام إذا لم يتوفر.

وأود أن أنصحك بأن تبدأ في ممارسة الرياضة خاصة الرياضة المتدرجة، بمعنى أن تبدأ بنشاط ثم تبدأ في زيادته، فهذا قد وجد أنه من أفضل العلاج للإجهاد والدوخة والإفراط في النوم، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً