الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق النفسي دمر نفسي وجسدي.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ خمس سنوات أصبت فجأة بنوبة هلع استمرت معي أربعة أشهر ثم شفيت منها -والحمد لله-.

المشكلة أن حياتي الجسدية أصبحت متغيرة جدا بحيث ظهرت معي أعراض الضغط الدموي، والذي بعد مراجعة أطباء القلبية أكدوا لي أن الأمر يتعلق بضغط عصبي، ونصحوني بممارسة الرياضة، وتخفيف الوزن.

زرت أطباء نفسيين، شخصوا حالتي كحالة قلق وتوتر، ثم أعطاني الطبيب الأول (فليوكسيت وكزناكس) لمدة ستة أشهر، لم أحس بأي نتيجة معها، ثم زرت طبيبا آخرا وصف (انفرانيل وكزانكاس)، لكن انفرانيل أظهر معي أعراضا صعبة مثل التعرق، والتبرد، وانخفاض دقات القلب فتوقفت عن تناوله باستشارة الطبيب.

الآن قمت بزيارة طبيب مخ وأعصاب، وبعد القيام بالتخطيط أخبرني أني أعاني من انقباض قليل في أعصاب الرأس، ووصف لي دواء (لاروكسيل وليزانكسيا لمدة شهرين).

اليوم وفي ظل هذا الوباء الحالي أحس بأعراض جسدية مزعجة خصوصا ارتفاع ضغط الدم، وثقل الرأس واختناق في أحد الأذنين، مع صعوبة في التركيز، وتحفزات جسدية تجعلني أواجه صعوبة في التواصل مع الناس.

لا أعاني من شيء يزعجني غير هاذين العرضين ثقل الرأس وارتفاع الضغط إلى 15/9.5، والملاحظ أن هذه الأغراض تزداد مع دوامي للعمل وتخف بعد دخولي البيت.

المرجو الإجابة عن هذه الرسالة سريعا، وأشكر لكم ولهيئة الموقع والسادة الأطباء مساعدتهم وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أبو أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، أخي الذي يظهر لي أن حالتك نسميها بالأعراض النفسوجسدية، يعني أصلاً لديك شيء من القلق، وأنت لديك سابق خبرة مع نوبات الهلع، والقلق النفسي قد يكون مرتبطة بالشخصية، أو قد يكون قلقاً ظرفياً، أي يحدث تحت ظروف معينة، والقلق كثيراً ما تتولد منه أعراض جسدية مثل الشعور بالكتمة والضيق في الصدر، الضغط في الرأس، أعراض القولون العصبي هذه كلها تكون مرتبطة كثيراً بالقلق، وقطعاً صعوبة التركيز هي من السمات الرئيسية جداً للقلق، فأنا أقول لك لا تقلق وحاول تمارس الرياضة باستمرار، وكذلك تطبق تمارين استرخاء، إسلام ويب أعدت استشارة رقمها 2136015 يمكنك أن تطلع عليها وتطبق التمارين التي أوردناها فيها وهي بالفعل مفيدة جداً لمن جربوها وانتظموا عليها.

بالنسبة لضغط الدم التوترات والقلق ربما ترفع من ضغط الدم في بعض الأحيان، لكن الذين يحدث لهم هذه الحالة أو ما نسميه بضغط الدم الانفعالي أو العصابي غالباً سوف يزيد لديهم الضغط في يوم من الأيام ويتطلب العلاج، ما نصحك الطبيب به هو أن تكون مسترخياً وأن تخفف من وزنك هذا أمر طيب وجميل، لكن يجب أن تراقب ضغط الدم لديك، وأنا أعتقد 15/95 أو 15/9.5 يعتبر عاليا نسبياً بالنسبة لعمرك، فأرجو أن تواصل مع طبيب الباطنية وأنا متأكد أنه سوف يعطيك النصح التام في هذا الخصوص وإن كنت في حاجة لعلاج لخفض الضغط إن وصفه لك الطبيب فلا تتردد أبداً في ذلك أي في بداية العلاج، لأن التدخل الطبي المبكر دائماً مفيد.

بالنسبة للعلاجات الدوائية النفسية الأدوية التي تناولتها لا بأس بها، لكن ليزانكسيا بالفعل قد تؤدي إلى التعود، وأنا أنصحك بصفة عامة أن تتجنب الأدوية التعودية، الزاناكس أيضاً دواء تعودي وأنت تناولته فيما مضى، طبعاً لا أقول أن هذا التعود ينشأ إذا استعمل الإنسان الدواء لفترة قصيرة أو كانت الجرعات صغيرة في هذه الحالة لا يحدث التعود غالباً، من وجهة نظري أفضل الأدوية التي سوف تساعدك العقار الذي يسمى سيرترالين، أو الدواء الذي يسمى استالبرام كلاهما ممتاز وجيد ويمكن أن ندعم أحدهما بدواء آخر وهو الدوجماتيل، فأقول لك ابدأ في تناول السيبرالكس وهو استالبرام الجرعة التي تحتاجها هي جرعة صغيرة تبدأ بنصف حبة أي 5 مليجرام تتناولها يومياً لمدة 10 أيام بعد ذلك اجعلها حبة واحدة 10 مليجرام يومياً لمدة 4 أشهر ثم اجعلها 5 مليجرام يومياً لمدة شهر ثم 5 مليجرام يوم بعد يوم لمدة شهر آخر ثم توقف عن تناول الدواء، الجرعة الكلية للسيبرالكس هي 20 مليجرام لكن لا أراك محتاجا لهذه الجرعة، الدواء الآخر وهو ممتاز جداً للأعراض النفسوجسدية هو عقار دوجماتيل، والذي يعرف باسم سلبرايد، ابدأ في تناوله بجرعة كبسولة صباحا ومساء لمدة شهر ثم تناول الدواء بجرعة كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهرين ثم توقف عن تناوله، أدوية سليمة وطيبة وقليلة الآثار الجانبية ولا تسبب الإدمان..

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً