الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أصل لحب النبي صلى الله عليه وسلم؟

السؤال

السلام عليكم.

كيف أصل لحب النبي صلى الله عليه وسلم؟ وقد نص الحديث على حبه، كيف أحقق ذلك؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك -ابننا الفاضل- ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يحقق الآمال وأن يحشرنا في صحبة رسولنا مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن يجعلنا ممن أحب النبي -صلى الله عليه وسلم- واتبع النبي وسار على خطاه وتشوق إليه عليه صلاة الله وسلامه، فحق النبي عظيم.

نحن سعداء بهذا السؤال الذي حرك في النفس معاني كبيرة، وكأني بأبي بن كعب هذا الصحابي الجليل يقول للنبي عليه صلاة الله وسلامه: إني أكثر من الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك. قال: أجعل لك ربع صلاتي؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك، قال: أجعل لك نصف صلاتي؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك. إلى أن وصل حتى قال: اجعل لك صلاتي كلها. فبشره النبي -صلى الله عليه وسلم-، إذاً يكفيك الله همك ويغفر لك ذنب. وهذه بشارة عظيمة لمن أحب النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي من أبرز علامات حب النبي عليه صلاة الله وسلامه كثرة الصلاة عليه، اتباعه، السير على هداه، السير على خطاه، التشوق له، الدفاع عن سنته عليه صلاة الله وسلامه.

أما الوصول لهذا الحب عليه صلاة الله وسلامه الذي هو قاعدة الإيمان الكبرى بعد حب الله تبارك وتعالى، فإن الإنسان إذا أحب النبي عليه صلاة الله وسلامه، اتبع النبي صلاة الله عليه وسلامه، والإنسان لكي يصل لحب النبي عليه الصلاة والسلام يجب أن يتبع الخطوات الأتية:

أولاً: لا بد أن يعرف النبي ويتعرف على النبي، يتعرف على النبي أي بأنه يعرف شمائله وصفات النبي عليه صلاة الله وسلامه، ثم يعرف فضل النبي فهو الذي أنقذنا الله به من النار، هذا ما قاله عمر -رضي الله عنه- عندما قال للنبي: أنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، قال: لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك، قال عمر: والله لأنت الآن أحب إلي من نفسي. لما سألوا عمر، قال: تذكر أن النبي عليه الصلاة والسلام هو منة الله الكبرى، ونعمة الله العظمى، هو السبب في كل هذا الخير الذي وصلوا إليه.

كذلك مما يعين على الوصول إلى حب النبي عليه صلاة الله وسلامه حب ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام، حب الصحابة الذين أحبهم النبي عليه الصلاة والسلام، حب الأشياء التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحبها، حتى كما فعل الصحابة عليهم من الله الرضوان فكانوا يحبون إدام القرع لأن النبي يحبه، قال العلماء: هذه أمور تسمى سنن الزوائد هذا دليل على شدة حبه، شدة حبهم للنبي عليه الصلاة والسلام لأن مسألة الطعام فيها سعة، الإنسان قد يحب طعام ويترك الآخر ولا حرج في ذلك، بل قد حدث هذا من النبي -صلى الله عليه وسلم- في قصة الضب، لما قال: لكني أعافه. فاجتره خالد وأكله -رضي الله عنه وأرضاه-.

فإذاً السعي في الوصول إلى محبة النبي عليه الصلاة والسلام يكون أيضاً بتوفيق الله تبارك وتعالى بالإضافة إلى ما ذكرنا، ويتحقق هذا الحب فعلا الذي يحتاج إلى برهان ودليل، بطاعتك للرسول، بحبك لسنة الرسول، بحرصك على نشرها، بحرصك على تقديم ما جاء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وما جاء عن الله على قول كل إنسان (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله)، وأنت الآن ببداية الطريق وأعتقد أن هذا الرغبة الصادقة -بإذن الله تبارك وتعالى- هي البداية، فاحرص على التعرف على النبي، واحرص على اتباع النبي، واحرص على السير على خطى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأحب آل النبي وأزواج النبي وأصحاب النبي عليه صلاة الله وسلامه، ثم أكثر من الصلاة عليه عليه صلاة الله وسلامه، فإن من أحب شيئاً أكثر من ذكره.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يستخدمنا في طاعته وأن يحشرنا في صحبة رسولنا مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء وحسن أؤلئك رفيقا، وتذكر دائماً أن الرسول هو المنة الكبرى (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم)، وتذكر أنه كان يتألم إذا تأخرنا (عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)، فإن مثل هذه الأشياء تدفع الإنسان إلى محبة هذا النبي بل لا يملك إلا أن يحب هذا النبي عليه صلاة الله وسلامه.

نسأل الله أن يحشرنا معه، وتلك بشار فرح للصحابة لما قال: أنت مع من أحببت. يعني الرجل يحب القوم لما يلحق بهم. فأنت مع من أحببت. فقال أنس: أنا أحب رسول الله وأبو بكر وعمر وأرجو أن أحشر معهم. قال: ما فرح الصحابة فرحاً ببشارة مثل فرحهم بهذا الحديث. فأحب النبي ابننا الكريم، وأحب ما جاء به النبي، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً