الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماذا يعني التسامح بين الأخوة؟

السؤال

السلام عليكم.

لدي أخ سبب لنا أذى نفسيا كبيرا طوال سنوات، وهو يسبب المشاكل في البيت، يهيننا، ينتقدنا، يفرض رأيه علينا، وكأنه لا يخطئ.

ولا تفهموا من هذا أنني فتاة متحررة، بالعكس، أن ملتزمة ولا أزكي نفسي، بل أقصد شرح الوضع، المهم أنه كان في كل مرة يؤذينا، نسامحه ونتجاوز الموضوع حتى دون أن يندم أو يعتذر من أجل والدينا ومن أجل العائلة، ولكنه كان يتمادى أكثر، ويتدخل في خصوصيتنا أكثر، حتى أصبح أذاه بالنسبة لي شرخا كبيرا في نفسي، ووصلت لمرحلة لم أعد أحبه، وعندما يغيب عن البيت أكون في منتهى السعادة؛ لأنه عند تواجده زرع فينا الخوف، فأصبحنا نراقب جميع تصرفاتنا وكلماتنا خوفا من أن لا تعجبه رغم أنها عادية.

الخلاصة أني أصبحت لا أحبه، وأتمنى أن أفارقة لأعيش في أمان نفسي فقط، ولم أعد أستطيع أن أسامحه ولا أن أتعامل معه إلا للضرورة، ولم أعد أستطيع أن أجد له أعذارا، فهل أنا آثمة؟ وهل التسامح يعني أن نقبل إهانة الآخرين لنا وتدخلهم في كل تفاصيل حياتنا لأنها لا توافق تفكيره؛ لأنه مريض بالشك والسلبية وحب السيطرة؟ ماذا أفعل لأعيش بطمأنينة؟

أرشدوني من فضلكم، وجعله الله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك - أختي العزيزة - وأهلاً وسهلا بك في الموقع، وأسأل الله تعالى أن يفرج همك وييسر أمرك ويشرح صدرك، ويرزقك الصبر والحلم والحكمة، ويصلح أخاك ويجمع شمل الأسرة على محبة وسكن وخير.

بصدد ما تجدينه وأسرتك من أذى نفسي من أخيك - هداه الله وأصلحه -:

فلا شك أن غضبك منه وكراهية تصرفه، أمر له مبرراته الطبيعية التي ذكرتها، فالإنسان - مهما بلغ من الفضل - له مشاعره وكرامته الإنسانية وطبيعته البشرية والتي تأبى عليه قبول القهر والإهانة.

- إلا أن المقبول أن تكرهي تصرفاته ولو بشدة دون أن تكرهي أخاك لقرابته، وحرصا على صلة رحمه، وهدايته وإصلاحه، لذا فمسامحته بعدم الحقد عليه وعدم الدعاء عليه مما تثابين وتشكرين عليه.

- وفي المقابل فإني أوصيك بالدعاء له أن يرزقك الله الصبر والحكمة ويرزقه الهداية والاستقامة وحسن الخلق والرحمة.

- كما ولا بد من بذل الأسباب، وذلك بضرورة الجلوس معه ومحاورته بهدوء وحكمة وحجة باختيار الوقت المناسب، ولا شك أنه من المناسب الاستعانة - عند اللزوم - بمن تأنسين منه القبول لديه والتأثير أو الضغط عليه من الوالدين خاصة أو عقلاء الأهل والأقارب عامة، بمخاطبته بحجة وحزم وتوبيخ؛ ردعا له عن ظلمه وأذاه.

- احرصي على توفير الكتب الإسلامية في المنزل؛ رجاء أن يطلع عليها، واستماع البرامج المفيدة؛ رجاء أن يستمع لها، والدفع به بهدوء إلى لزوم الصحبة الصالحة الواعية.

- ومما يسهم في تهدئة غضبك ضرورة أن تستحضري فضل الصبر عليه وإصلاحه، وعدم استغنائك عن شد أزرك به، فلعلها حالة عابرة ستزول بمرور الأيام بإذن الله تعالى، وتفرغه لدراسته وعمله وزواجه في المستقبل مهما طال، مما يخفف من كثرة احتكاكه بالبيت والأسرة.

- من المهم أن تحرصي على البعد عن الشبهات التي قد تستفز غضبه وغيرته في أقوالك وأفعالك وأحوالك ما أمكن.

- أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرزقك التوفيق والسداد والحكمة والهدى والصبر والعفة والصواب والرشاد.

والله الموفق والمستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً