الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلتي أني أخطط كثيرا ولا أنجز شيئا مما خططت له.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب طب في السنة الرابعة، أعاني من مشكلة كثرة التخطيط بلا تطبيق طول حياتي، أعاني من خمول شديد هذه السنة، ولا أذاكر، ومعدل نبضي منخفض.

قرأت الكثير من كتب التحفيز، وحاولت أن أكتشف مشكلتي مع نفسي، مع الصبر، مع تفكيري، مع خيالاتي، لكن بلا فائدة، لا يوجد تطبيق، فهل أنا مريض نفسيا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طالب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

الإكثار من التخطيط الكثير والمعطل دليل على وجود توجّه وسواسي، لكنّه لم يصل لدرجة الوسواس القهري المُطبق، إنما هو نوع من الظاهرة الوسواسية، أو الميول الوسواسي، والإنسان حين يكثر من التخطيط ويخفق في التنفيذ يُصاب بالإحباط، وهذا الإحباط يؤدي إلى المزيد من الإخفاق، وربما يكون هذا هو الذي حدث لك.

وأنا أقول لك: أبشر أن الأمر في غاية البساطة، إذا كان بالإمكان قم بإجراء فحوصات طبية عامّة لتتأكد من نسبة الدم لديك، والوظائف الأساسية للجسد، وأحسب أنها سليمة -إن شاء الله تعالى-، نركز في الفحص أيضًا على وظائف هرمون الغدة الدرقية، لأن انخفاض النبض بالصورة التي ذكرتها ربما يكون هنالك ضعفا في إفراز الغدة الدرقية، وهو نفس الشيء الذي يؤدي إلى شعور بالإجهاد الجسدي وعدم الإنتاجية.

بعد أن تتأكد أن الفحوصات كلها سليمة أنا أحبّذ أن تتناول أحد الأدوية المحفزة والمضادة للوساوس، ويوجد عقار يُعرف باسم (فلوكستين) دواء ممتاز، يُسمّى تجاريًا (بروزاك)، وهو من الأدوية الرائعة جدًّا التي تساعد في مثل حالتك هذه، وحين نصف لك الدواء لا نراك مريضًا نفسيًّا، لكن لديك ظاهرة نفسية مهمّة، وأنا أعرف أنها مُعطّلة، وتقريبًا الدواء هو أقصر الطرق، وما دام الدواء سليمًا وفاعلاً فلماذا لا تتناوله.

جرعة الفلوكستين المطلوبة هي كبسولة واحدة (عشرون مليجرامًا) يوميًا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم تجعلها كبسولتين يوميًا لمدة شهرين، ثم تخفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم تجعلها كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء، الدواء سليم وغير إدماني وفاعل جدًّا.

وبجانب الدواء قطعًا لا بد أن تحفّز نفسك، لا بد أن تكون لديك همّة عالية، لا بد أن تعرف أنك على أعتاب التخرّج من الطب سنة أو سنتين، سوف تتخرج من الطب -إن شاء الله تعالى-، والطبيب عليه رسالة عظيمة جدًّا، وهي من أشرف المهن إذا أجاد صاحبها صنعته.

ورفّه عن نفسك بما هو جميل وطيب، واحرص على العبادات، خاصة الصلاة في وقتها، وكن بارًّا بوالديك، ولا بد أن تمارس أي شيء من الرياضة، رياضة المشي، الجري، لعب الكرة، هذا كله يُحفّزك، وأيضًا ضع خارطة زمنية لإدارة الوقت، هذا أمرٌ مهمٌّ جدًّا، وأهم شيء في الخارطة الزمنية هو أن تنام نومًا مبكّرًا بالليل، وتستيقظ مبكّرًا، تصلي الفجر، ثم يمكنك أن تدرس لمدة ساعة مثلاً قبل أن تذهب إلى الجماعة، هذا فيه خير كثير، ويحفّزك لبقية اليوم، كما أن التركيز في فترة البكور يكون دائمًا على درجة عالية من الامتياز.

هذا هو الذي أنصحك به، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً