الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق والخوف وأعراض جسدية، أرجو التشخيص ووصف العلاج.

السؤال

السلام عليكم.

أعاني منذ الطفولة من نوبات هلع وقلق وخوف مع وسواس الموت، كانت الحالة تتطور وتتراجع مع الزمن، وبسبب اطلاعي ومحاولة فهم حالتي استطعت -بفضل الله- لفترة أن أتخلص من الخوف والقلق، ولكن النوبات كانت تأتيني من فترة لأخرى، حتى اقتنعت بمراجعة دكتور نفسي، وأخذ دواء سبرالكس الذي ساعدني كثيرا.

بعد ذلك توقفت تدريجيا عن تناوله حتى قطعته بسبب ظروف الحمل، الآن وبعد عدة سنوات تقريبا أشعر بانتكاسة فضيعة، أصبحت أعاني من ضيق التنفس شبه الدائم، وأخاف من عمل أي مجهود بدني حتى ولو كان عاديا؛ لأنني مقتنعة بأن قلبي لن يتحمل، أو سأصاب بضيق في التنفس، أشعر بألم وشد في عضلات الظهر المقابلة لمنطقة القلب من الخلف، مع ضيق التنفس، برودة شديدة وخفقان ورعشة وإسهال متواصل خصوصا ليلا.

عند مراجعتي للمستشفيات أكثر من مرة يتم تحويلي لقسم القلب، وتكون النتائج ولله الحمد سليمة، من فحوصات دم وأشعة وإيكو وهولتر، حتى الرئة تم تصويري مرتين بالأشعة، وقال الأطباء بأنني سليمة -ولله الحمد-، لكنني غير مقتنعة؛ لأن أعراضي أصبحت شديدة، وأجد صعوبة في النوم، وهاجس الأمراض مسيطر على تفكيري، حتى لو لم أرغب بذلك، وخصوصا مع الأزمة الحالية أصبحت أوسوس أكثر.

أعراضي الجسدية متعبة جدا، حتى أصبحت لا أفرق هل هذه نوبة الهلع أو مرض جسدي حقيقي، دكتور أرجوك ساعدني، أشعر أنني إنسانة غير فاعلة في أدائي مع أطفالي وزوجي وعملي، متعبة دائما وقلقة، ولا أملك إلا إشغال نفسي بالجوال، أو أي شيء آخر، حتى روحانيا متعبة لأنني خائفة جدا، وليست لدي الطاقة، أريد الطمأنينة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تعانين من خوف وهلع، وهذه الأعراض معظمها أعراض جسدية للخوف والهلع، ولذلك الفحوصات تكون سليمة، لأن هذه الأعراض منشأها نفسي وليس منشأ نفسي، والدليل – كما قلتُ – كل الفحوصات سليمة، والدليل القلق نفسه المصاحب لهذه الأعراض، وزيادتها في هذه الظروف بالذات، ومعروف الآن أنه مع انتشار وباء الكرونا فإن أعراض القلق والتوتر تزداد مع الناس العاديين، وتزداد أكثر عند الناس الذين لهم تاريخ أمراض نفسية السابق، كما حدث معك.

أرى أن ترجعي الآن إلى السبرالكس في الوقت الحاضر إلى أن يزول هذا الوباء -إن شاء الله-، وتأخذينه بعد الأكل، كما عليك بممارسة الرياضة في المنزل، تمارين رياضية يوميًا، فإنها تؤدي إلى الاسترخاء، وليكن عندك روتين يومي طبعًا مع العمل والأطفال، يكون عندك روتين يومي في المنزل حتى تصرفي التفكير السلبي.

تواصلي مع صديقاتك، والتزمي بأداء الفروض الدينية، بالذات الصلاة، وليكن عندك وقت للقنوط والدعاء وقراءة القرآن، فإن هذا يؤدي إلى السكينة وراحة البال، وإن شاء الله مع زوال هذا الوباء تزول كل هذه الأعراض عنك، وترجعين طبيعية كما كنت.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً