الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالدونية والخوف، وأحب العزلة والانطواء، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

أشعر بقلق كبير عندما ألتقي بالناس، وأحس أنني أقل منهم في المظهر، وأجد صعوبة في التواصل معهم.

لقد انعزلت كثيرا لدرجة أنني عندما أرى الناس كأنني أرى كائنا لأول مرة، وأصبح عقلي يملأه السواد وتراودني أسوأ الأفكار.

أشعر أن كل الناس تتحدث عني بالسلب، أخاف من الفشل والأمراض والذنوب والمعاصي وكل ما هو سيء، وينشغل تفكيري بأبسط الأشياء، وتسبب لي حزنا وضيقا، وأحيانا تراودني أفكار انتحارية، بل وجدت نفسي أبحث عن طرق الانتحار من باب المعرفة.

يصيبني قلق شديد ويتعكر مزاجي فقط بسبب أفكاري والتي لا أستطيع دفعها، خصوصا أنها سلبية.

خلال الأشهر الأخيرة ازدادت حدتها ودخلت في اكتئاب لا أعرف ماذا أفعل؟

كلما أحاول تصحيح الأمور تزداد سوءا، وأشعر بقهر وعجز.

لقد كنت أحلم بالتخرج من الجامعة، وأن أكون شخصا جيدا لنفسي ولمجتمعي، ولكن بسبب اضطرابات النفسية أهملت دراستي، وضعفت مهاراتي الاجتماعية، وسيطر ضيق على صدري وتأثرت صحتي، وانخفض وزني وزادت عزلتي التي بدورها أصبحت تخنقني.

هل من الممكن أن يعذرنا الله على الانتحار؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء، وتقبل الله طاعتكم وصيامكم.

ما الذي يدعوك للتفكير في الانتحار، الحياة طيبة والحياة جميلة، وأنت مسلم، ولديك أسرة، وحتى إن كانت هنالك مضايقات وكبوات، وأحزان وكدر في الحياة فرحمة الله واسعة جداً، الله لطيف بعباده، والأمور تتبدل وتتغير، وكل شيء في هذه الدنيا له ما يقابله، الشر إن وجد الآن فالخير موجود، والألم إن وجد الراحة موجودة، الاكتئاب إن وجد السعادة موجودة، فيا أيها الفاضل الكريم لا تغرق نفسك في دهاليز التشاؤم، لا تطبق على نفسك بهذه الكلية بهذه الكيفية المتشائمة جداً، أنت صغير في السن وحتى إن ضيعت الكثير من الأشياء كالتعليم مثلاً لكن يمكن التعويض، فالآن سبل الحياة أصبحت كثيرة ومفتوحة، يمكنك أن تستأنف تعليمك تعليما ليليا أو خلافه.

إذاً أنت محتاج لأن تغير هذ الفكر السلبي الذي انغمست فيه، وأنا أراك بالفعل تعاني شيئاً من الرهاب الاجتماعي، وتقليلك لقيمة الذات وهذا نتج عنه اكتئاب ثانوي، وأنت بالفعل تحتاج لعلاج دوائي، هنالك أدوية تساعدك كثيراً في إزالة هذا الاكتئاب، وهذه الظنانية السلبية، فإن كان بالإمكان أن تذهب إلى طبيب نفسي أرجو أن تقوم بذلك، وإن لم يكن ذلك ممكناً فيمكنني أن أصف لك علاجا بسيطا وسليما ومفيدا، العقار الذي يعرف باسم استالبرام هذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري سيبرالكس تبدأ في تناوله بجرعة 5 مليجرام أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام، تتناوله لمدة 4 أيام بعد ذلك اجعل الجرعة 10 مليجرام لمدة شهر ثم اجعلها 20 مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى 10 مليجرام يومياً لمدة شهرين، ثم 5 مليجرام يومياً لمدة أسبوعين ثم 5 مليجرام يوم بعد يوم لمدة أسبوعين ثم تتوقف عن تناول هذا الدواء.

وأريدك أن تدعم السيبرالكس بدواء آخر هو رسبيريادون تتناول بجرعة 1 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر ثم تتوقف عن تناوله، هذه أدوية طيبة ومفيدة وإن صبرت عليها وتناولتها بانتظام قطعاً سوف تنتفع منها كثيراً.

حاول أن تكون لك فعاليات داخل الأسرة مهما كانت بسيطة سوف تكون مفيدة لك، وواقعها سوف يكون إيجابياً، حاول أن تبني تواصلا اجتماعيا مع من تثق فيهم من الأصدقاء، الأقارب، وأنا أنصحك بالصلاة مع الجماعة، -إن شاء الله تعالى- بعد أن ترفع هذه الإجراءات المتعلقة بمرض الكورونا صلي مع الجماعة لأن المسجد هو مكان الأمان وتجد فيه الرفقة الصالحة الطيبة، أيضاً يمكن أن تنظم لمجموعة من الشباب يمارسون مثلاً أي نشاط ثقافي أو نشاط رياضي هذه كلها تساعدك وتضعك إن شاء الله تعالى في المسار الحياتي الصحيح.

أرى أنك إن شاء الله تعالى سوف تتحسن، وسوف تصبح أمورك جيدة، وأرجو أن تبحث عن عمل، أي عمل مهما كان هذا العمل بسيطا فالعمل يرفع من قيمتك الذاتية كثيراً.. بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق نور

    أنا كمان عندي نفس الشي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً