الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الغثيان والاختناق عند ركوب السيارة، ما تفسير ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

أبارك لكم هذه الجهود الرائعة في خدمة المسلمين، وجعلها الله في ميزان أعمالكم.

سؤالي إلى الدكتور الفاضل محمد عبد العليم: تنتابني حالة غريبة عند ركوب السيارة، حيث أشعر بالضيق والاختناق والغثيان، وأرتاح قليلا عند فتح نافذة السيارة، ولا أشعر بالراحة إلا عند النزول منها، إلا أن حالة الغثيان قد تستمر عندي حتى يوم كامل، فما المشكلة التي أعاني منها، وهل يوجد علاج لها؟

وشكرا جزيلا لك مقدماً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علياء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وتقبل الله صيامكم وطاعتكم.. وجزاك الله خيراً على كلماتك الطيبة.

أعتقد أن الذي تعانين منه هو دليل على وجود درجة بسيطة جداً من قلق المخاوف، أو ما نسميه بالمخاوف البسيطة، أو المخاوف الظرفية أي أنها مرتبطة بظرف معين، وهذا النوع من المخاوف غالباً يكون مكتسب أو كل المخاوف حقيقة هي مكتسبة، بمعنى أنه ربما تكونين قد مررت بتجربة في الصغر، أو بعد ذلك حادث سيارة معين سمعت عنه أو شاهدته مثلاً، ربما يكون هذا أحد أسباب مفاهيم خاطئة حول السيارات أيضاً، قد تكون أحد الأسباب، وربما يكون أيضاً لديك شيئ من الخوف من الأماكن الضيقة، أو الأماكن المغلقة؛ لأنك حين تفتحين نافذة السيارة تحسين بشيء من الارتياح.

والمخاوف يعبر عنها فسيولوجياً أي جسدياً وكذلك نفسياً، الإنسان يشعر بالضيق وعدم الارتياح هذا هو الجانب النفسي، أما الجانب العضوي في حالتك فهو الاختناق؛ لأن التوتر الداخلي يؤدي إلى توتر عضلي، وأكثر العضلات التي تتأثر هي عضلات الصدر، والغثيان في حالتك أيضاً من خلال استشعار الجهاز العصبي اللاإرادي، فالحالة حالة مخاوف بسيطة مبسطة، ويمكن أن تتجاوزيها من خلال التعريض، أي عرض نفسك لمصدر الخوف بكثرة، وفي هذه الحالة هو السيارة.

حاولي ركوب السيارة لمسافات قصيرة متعددة ومتكررة، ولا تفتحي نافذة السيارة وذلك حتى يكون التعريض في أعلى درجاته، لكن في ذات الوقت يجب أن تصححي مفاهيمك حول السيارة، وأنها نعمة عظيمة وأنها تقرب لنا المسافات، ابني أفكار على هذه الشاكلة؛ لأن الإنسان إذا فهم الشيء وتقرب إليه أكثر يتجاوز موضوع الخوف، وهذا الخوف قطعاً ليس كله على مستوى الإدراك والوحي إنما هو على مستوى العقل الباطني.

شيء آخر بجانب التعريض هو أن تقومي بتمارين استرخائية، تمارين التنفس على وجه الخصوص، وأنت جالسة على كرسي مريح مثلاً، أو مستلقية على السرير اغمضي عينيك قليلاً، وافتحي فمك أيضاً قليلاً، وتأملي في شيء جميل، ضعي يديك على صدرك أو بجانبك وخذي نفس عميق وبطيء عن طريق الأنف، هذا الشهيق يجب أن يستغرق 7 إلى 8 ثوان، بعد ذلك امسكي الهواء في صدرك لمدة 4 ثوان، حصر الهواء هذا مهم جداً في الصدر، بعد ذلك أخرجي الهواء عن طريق الفم بقوة وببطء، وتكون مدة هذا الزفير أيضاً 7 إلى 8 ثوان، كرري هذا التمرين بمعدل 5 مرات متتالية، ستجدين أنه مريح جداً، ومفيد جداً، وأيضاً حين تقدمي على ركوب السيارة يمكن أن تأخذي نفس عميق.

هذا كل الذي أنصحك به، وبخلاف ذلك لا أرى أنك محتاجة لعلاج دوائي مثلاً، لأن الأمر بسيط جداً -وإن شاء الله- تعالى سوف يختفي.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً