الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفكيري الداخلي يقودني لأفكار سلبية، كيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم

أصلي وأبر والدي وأحب أبنائي، ومشكلتي أني دائم التفكير في أن أضرهم وأتسبب في آلام لهم، لا أعرف لم هذه الأفكار السيئة تدور دائماً في رأسي حين أتحدث معهم، مع العلم أني لم أقم بأي شيء على أرض الواقع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله العافية والشفاء، وأنا سعيد أن أعرف أنك تصلي وتبر والديك، وتحب أبناءك وتفعل الخير كله إن شاء الله تعالى.

الشعور المتناقض الذي يأتيك هو شعور وسواسي، وإن شاء الله تعالى لم تقم بأي فعلاً كهذا، دائماً الإنسان ذو المنظومة القيمية العالية لا يتبع الأفكار الوسواسية، خاصة ذات الطابع العنيف.

أرجو أن تكثر من الاستغفار، تستعيذ بالله تعالى من هذه الأفكار، وتحقرها تحقيراً شديداً، وتخاطب الفكرة قائلاً: قفي قفي قفي، وهذا نسميه بإيقاف الأفكار الوسواسية، وأن تربط هذه الفكرة بشيء فظيع، مثلاً بحادث كارثي أو شيء من هذا القبيل، أو يمكن أن تقوم بإيقاع الألم على نفسك وتفكر في الفكرة الوسواسية بأن تضرب يدك مثلاً بقوة شديدة على سطح الطاولة، هذا يا أخي إذا ربطته مع الفكرة الوسواسية سيضعفها، كرر هذا التمرين 10 مرات متصلة مثلاً.

سيكون أيضاً من الجميل أن تتناول أحد الأدوية المضادة للوساوس حتى يزيل عنك هذه الفكرة، لأني أعرفها فكرة مزعجة حقيقة وسخيفة.

الدواء الأفضل هو الفافرين والذي يسمى فلوفكسمين، تتناوله بجرعة 50 مليجرام ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم تجعل الجرعة 100مليجرام ليلاً وتستمر عليها لمدة شهر، ثم تجعلها 200 مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم تخفضها الجرعة إلى 100 مليجرام ليلاً لمدة شهراً ثم 50 مليجرام ليلاً لمدة شهر ثم 50 مليجرام يوم بعد يوم لمدة شهراً آخر ثم تتوقف عن تناول الدواء، هو من الأدوية الطيبة، وإن شاء الله تعالى سيفيدك، والدواء غير إدماني، هذه الأفكار السيئة أؤكد لك -أخي الفاضل الكريم- أنها أفكار وسواسية وليست أكثر من ذلك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً