الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا زالت الأعراض النفسية موجودة رغم تناول الدواء، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا بعمر 30 سنة، بدأت قصتي قبل 6 سنوات عندما ارتكبت خطأ، وأنا من الناس الذين يلومون النفس كثيراً، دخلت في القلق والتوتر، والشعور بفراغ العقل، وعدم الإحساس بما حولي، والانعزال عن الواقع، ذهبت إلى طبيب نفسي، وصرف لي دواء السيبراليكس بداية بجرعة 5 مليجرام إلى أن وصلت جرعة 20 مليجرام واستمريت حول 4 السنوات، وتحسنت كثيراً جداً ولله الحمد، ثم أوقفت العلاج تدريجيا لمدة 3 أيام، ثم 15 يوما، وجرعة 10 مليجرام 3 أيام 5 ثم توقفت عنه.

دخلت في أعراض القلق والهم من السنة الماضية وما زلت أعاني منها إلى الآن، فقررت أن أعود إلى هذا الدواء وكان ذلك منذ شهر ونصف، وبدأت بجرعة 5 مليجرام لمدة أسبوعين، ثم 10 مليجرام، ولا زلت عليه إلى الآن، تحسنت على جرعة 10 مليجرام لمدة 3 أسابيع وكان وضعي ممتازا، ولكن للأسف في الأسبوع الرابع وأنا على جرعة 10 مليجرام أصبت بقلق وتوتر، وعدم المقدرة على التفكير والتركيز، والضيقة، وعدم الإحساس بمن حولي نسبياً

علماً بأني مستمر على الدواء، ومستغرب من هذه الأعراض التي أصابتني في الأسبوع الرابع رغم تحسني، وعدم وجود أسباب معينة للقلق والتوتر، فما هو الحل؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ AAS حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، أخي الكريم وأنت لديك استشارة سابقة أجاب عليها الأخ الدكتور/ عبدالعزيز أحمد عمر بتاريخ 10/7/2017 ورقمها الاستشارة هو: (2346503) إذا أردت أن ترجع إليها، أنا اطلعت على رسالتك هذه بكل تفاصيلها والذي يظهر لي -أخي الكريم- أنك شخصية حساسة نسبياً والحساسية في الشخصية تؤدي إلى هشاشة في النفس مما يكون الإنسان سريع التأثر ويكون لديه صعوبة في التواؤم والتكيف، وقد تتسلط النفس اللوامة أيضاً بقوة وشدة لدى بعض الناس مما يدخلهم في شعوراً كثير بالذنب ولوم الذات.

طبعاً هذا ليس كله سيء، في بعض الأحيان قد يكون فيه خير، لأننا إذا تركنا العنان للنفس الأمارة بالسوء أن تنطلق هذه إشكالية كبيرة، عموماً يا أخي الخطأ الذي ارتكبته قبل ست سنوات باب التوبة وباب الاستغفار دائماً مفتوح، وخير الخطائين التوابون، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى أنا أريدك -يا أخي- أن تفعل الفعاليات العلاجية الأخرى غير الدوائية على مستوى التفكير، على مستوى الارتقاء المعرفي، على مستوى المشاعر، وعلى مستوى الأفعال، الإنسان يتكون حقيقة من هذا الثلاثي أفكار، ومشاعر، وأفعال، الأفكار حين تكون سلبية تؤدي إلى مشاعر سلبية تؤدي إلى أفعال سلبية، لذا دائماً نسعى أن تكون أفكارنا إيجابية، أن نكون متفائلين.

كذلك مشاعرنا -يا أخي- ندفع أنفسنا دفعاً حتى نغيرها، وإذا فشلنا في ذلك نجتهد في الأفعال، وننجز مهما كانت المشاعر والأفكار، وحين تكون الأفعال إيجابية تؤدي إلى إيجابية في الشعور وكذلك في الفكر هذا يا أخي هو المنطلق النفسي الصحيح، فأنا أريدك أن تكون على هذا، على هذا النمط من التفكير وأن تجعل حياتك مليئة بالإيجابيات.

أن تمارس الرياضة، أن تنظم وقتك، أن تحرص على الواجبات الاجتماعية هذا مهم جداً يا أخي، وأن تعبر عن نفسك ولا تحتقن لأن الاحتقان كثيراً ما يؤدي إلى القلق والتوتر، الابتعاد عن ممارسة الرياضة يؤدي أيضاً إلى تراكم المشاعر السلبية والفكر الوسواسي السلبي، مما يؤدي إلى التوتر، وعسر المزاج، فأخي الكريم أجعل نمط حياتك نمطاً إيجابياً هذا سوف يعود عليك بارتقاء كبير في صحتك النفسية.

بالنسبة للدواء أنا أرى أن السيبرالكس بجرعة 10 مليجرام يكفي تماماً، لا أريدك أن ترفع لجرعة 20 مليجرام ليس لأنها خطيرة لكن أراك أنك لست في حاجة لها، طبق ما ذكرته لك، من رياضة، من حسن إدارة للوقت، ومن ممارسة التمارين الاسترخائية مفيدة جداً أخي الكريم، توجد برامج كثيرة جداً على اليوتيوب أرجو أن ترجع إليها وأن تتدارسها وأن تتقنها وأن تطبقها فيها خير كثير لك وفائدة عظيمة جداً أخي الكريم، أيضاً استمر على السيبرالكس بجرعة 10 مليجرام لكن يمكن أن تضيف له عقار دوجماتيل سلبرايد، بجرعة 50 مليجرام يومياً، دواء بسيط وسليم ولا يحتاج لبروتكول معين من حيث إيقافه أو بدايته، 50 مليجرام يومياً لمدة أسبوع ثم اجعلها 50 مليجرام صباح ومساء لمدة أسبوعين ثم 50 مليجرام صباحاً لمدة أسبوعين ثم توقف عن تناوله، كعلاج داعم وهو مزيل للقلق والتوتر بصورة ممتازة واستمر على السيبرالكس كما نصحتك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً