الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أعمل على الموازنة بين البيت والعمل؟

السؤال

السّلام عليكم ورحمة الله.

أشكركم بداية على تقديم الاستشارات، ووفقكم الله لما يحبّ ويرضى، وفي الحقيقة لديّ سؤالان منفصلان، وأرجو الرّد في أقرب فرصة.

سؤالي الأوّل: أنا أعمل مدرّسة في المرحلة الثّانوية، وأم لطفلة تبلغ من العمر سنة، كما وبدأت بدراسة اللّقب الثّاني، في الحقيقة دائما أشعر بعدم قدرتي على التوفيق بين كل هذه الأمور، ولا أستطيع التنازل عن أحدها، فالعمل يعيننا ماديا بشكل كبير، والتعلم هو حلمي منذ الصغر، دائما أعاني من الضغط النفسي الذي يظهر على شكل تعب مزمن وحزن دائم، مما يؤثر على جو البيت، مع العلم أن زوجي يحاول مساعدتي دوما ويدعمني، لكن رغم هذا أشعر بضيق الوقت وانتهاء اليوم دون إنجاز ما أريد، كما يؤنبني ضميري تجاه ابنتي.

السؤال الثاني: أحبّ القراءة وأطمح لأن أستزيد من العلم، لكني للأسف سرعان ما أنسى الذي قرأته، وإن شدّني أثناء القراءة، فكيف أثبّت المعلومات في رأسي حتى أستطيع تمريرها لطلابي والعمل بها لنفسي، وما هي الكتب التي على المسلم أن يقرأها ويطّلع عليها من باب الأولى، وتنصحني بقراءتها؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهدان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تحية عطرة ابنتي شهدان.

مما لا شك فيه أن حُسن التنظيم هو الذي يحقق للأسرة النجاح، كما أن تنظيم الوقت وترتيب الأولويات هما سر النجاح في حياة الأم العاملة في منزلها، وأنت قد أكرمك الله بزوج مساعد ومتعاون ومتفهم لك ولظروف عملك، فالتفاهم والتعاون بين الزوجين من أهم وأفضل الطرق لبناء أسرة سعيدة، ولحياة زوجية تغمرها المودة والرحمة والسكينة التي أودعها الله عز وجل بين الأزواج لنجاح الحياة الزوجية، حيث قال لنا في كتابه الحكيم: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة".

وما تشعرين به تجاه طفلتك بالتقصير ما هو إلا شعور الأم الذي يلازمها طيلة حياتها سواء أكانت أم عاملة أم غير عاملة، فمهما قدمت الأم من اهتمام ورعاية ستشعر حتماً بأن في إمكانها إعطاء المزيد من الرعاية والاهتمام والحنان، فالأم نيع العطاء الذي لا يجفأما فيما يخص سؤالك الأول أنصحك غاليتي بما يلي:-

في الأيام العادية:
* ضعي جدولاً لأعمالك ورتبيها حسب الأولوية والأهمية .
*حاولي الاستيقاظ باكراً كل يوم قبل الجميع، وحضري الفطور ومستلزماتك وزوجك وطفلتك.
* حاولي أن تقومي بواجبات البيت الأساسية، أي كل يوم على حدة، حتى لا تتراكم الأعمال والمسؤوليات فتشعرين بالضغط وااتوتر.
* حاولي تعويد طفلتك على النوم في ساعة مبكرة يومياً، حتى يمكنك أن تخصصي وقتاً لترتيب نفسك وللجلوس مع زوجك والتحدث معه.

في يوم العطلة:
* حاولي أن تستيقظي في الصباح الباكر، وأنجزي الأعمال المنزلية التي لا تتطلب منك الكثير من الوقت، فقيامك بتلك الأعمال سيخفف عليك في اليوم التالي عندما تعودين من الثانوية.
* قومي بوضع برنامج للواجبات المنزليّة اليومية والأسبوعية، وجهزي قائمة بأصناف الطعام التي تريدين إعدادها على مدة أسبوع، واشتري الحاجيات حتى لا تضطري أن تتسوقي يوميا اختصارا للوقت.
* حضري بعض أصناف الطعام مسبقاً، كأن تخزني بعض الخضار المجمدة في البراد، حتى تستخدميها عند الحاجة، حيث يوفر ذلك لك الوقت والجهد.
* مارسي التمارين الرياضيّة بمعدل 3 مرات في الأسبوع، فالتمارين الرياضية تنشط جسمك، وتمده بالقوة لأداء العمل دون تعب.
* افصلي بين العمل والمنزل، حتى تأخذي نصيبك من الراحة ونصيب زوجك وطفلتك من الاهتمام، كأن تقومي بالذهاب في نزهة مع العائلة، لقضاء وقت ممتع بعيداً عن ضغط العمل وروتين المنزل، فأنت بحاجة إلى أن تستمتعي وتشعري بالراحة.
* إن كان بإمكانك أن تشتري حاجياتك من الإنترنت أو من خلال خدمة التوصيل لمنزلك يكون ذلك أفضل، فذلك يوفر عليك الوقت والجهد معاً.
* لا تقومي بأي مشروع بشكل فجائي، بل من الأفضل أن يكون ذلك من خلال التخطيط المسبق، لأن هذا سينتج عنه فوضى في برنامج الأعمال.
* حاولي أن تحضري عاملة ليوم واحد لتقوم بتنظيف الأمور الصعبة والتي تتطلب منك الكثير من الوقت والجهد.

بالنسبة للسؤال الثاني: فما تعانين منه من تزاحم وكثرة الضغوطات الحياتيّة اليومية التي شكلت عليك ضغطاً كبيراً قد يؤدي إلى النسيان وعدم التركيز، لذلك لا بد لك بداية أن تنظمي أمورك وتقومي بتنظيم المهام والوظائف الحياتية واليومية المطلوبة منك، وتجنبي الفوضى والعشوائية، وذلك من خلال وضع البرنامج والخطط -كما ذكرنا- وذلك لتفادي هدر الوقت.

* من الضروي أيضا أن تحافظي على استقرار حالتك المزاجية والنفسية، لأن التوتر والقلق والاكتئاب سببان مهمان للنسيان وتشتت الذهن، كما أنه عليك اتباع العادات السلوكية التي تحد من ضعف الذاكرة، كأن تتناولي كميات كبيرة من السوائل يومياً، وذلك لضمان تجديد خلايا المخ، وشرب الماء بمعدل لا يقل عن لترين يومياً.

* خذي قسطاً وافياً من النوم، لأن العقل يقوم عند النوم بتضمين الأفكار، ونقلها إلى الذاكرة طويلة المدى، كما أن مراجعة المعلومات، والأفكار قبل النوم أمر مهم جداً.

* تناولي الأطعمة الغنية بكافة العناصر الضرورية للجسم، مثل الفيتامينات والمعادن والأحماض والألياف، مع التركيز على تناول الأطعمة المقوية للذاكرة مثل المكسرات، مثل: الجوز، واللوز، والكاجو.

* ممارسة التمارين الرياضية أمر مهم، فحاولي أن تلتزمي بها بشكل دوري ومنتظم، لزيادة وصول الأكسجين إلى الدماغ، وللتخلص من القلق والتوتر.

* بعد قراءتك لأي موضوع قومي بتدوين المعلومات المهمة ولخصيها، فذلك يساعدك على استعادة هذه المعلومات بشكل مرتب ومنظم، وكما يساعدك ذلك على التذكر بشكل أسهل وأسرع، ثم قومي بمراجعة المعلومات التي لخصتها، فتكرار المعلومات ومراجعتها يساعد كثيراً على ترسيخها.

* من المهم جداً أن تختاري الوقت المناسب للقراءة والجو المناسب كأن تكون طفلتك نائمة، لأن المثيرات من حولنا تساعد على التشتت.

بالنسبة إلى سؤالك: "ما هي الكتب التي على المسلم أن يقرأها"؟
أنصحك بقراءه هذه الكتب القيمة والمفيدة بإذن الله تعالى، والتي تنفعك في حياتك الزوجية والأسرية:-
- الحياة الزوجية من منظار الشريعة الإسلامية: للدكتور محمد شريف الصّواف.
- تعامل الحبيب المصطفى في الحياة الزوجية: لأديب الكمداني.
- الوسائل المفيدة للحياة السعيدة: للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي.
- كتاب منهج التربية الإسلامية: للسيد محمد قطب.

أدعو الله أن تجدي في هذه السطور ما تبحثين عنه، وتحياتنا القلبية إلى أرضنا المباركة الحبيبة فلسطين، والله الموفق والهادي.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً