الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لي شاب أقصر مني وأنا مترددة.. هل أقبله؟

السؤال

السلام عليكم.

أرجو المساعدة، فأنا في حيرة من أمري، لقد تقدم لي إنسان كنت أعرفه من قبل، وحدثت بيننا مشاكل أدت إلى الفراق، والآن عاد ويريد التقدم لخطبتي، لكني في حيرة من أمري، ولقد صليت صلاة الاستخارة أكثر من مرة، ولا زلت محتارة، علما أنه إنسان متدين ومتخلق ومتعلم، وفيه الصفات المطلوبة، فقط هو قصير، أقصر مني ببضع سنتيمترات، كونه قصير أمر لا يعجبني، وأنا أدري أنه لا يمكن أن أجد إنسانا كاملا كما أحب، فالكمال لله عز و جل، لكني أخاف أن لا أتأقلم مع موضوع الطول وأخاف أن أندم بعد الزواج، وأظلم نفسي وأظلمه معي.

هل ترددي طبيعي؟ كون كل فتاة تحلم أن يكون زوجها أطول منها، أو هل ترددي إشارة لعدم تقبلي له؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – ابنتنا الفاضلة – في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُقدر لك الخير، وأن يُصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.

إذا كان الشاب المذكور متدينا ومتخلِّقا ومتعلِّما وفيه الصفات المطلوبة فلا نرى رفضه لأجل قِصر قامته، وواضح أن أيضًا القِصر والفرق بسيط جدًّا، والرجال لا تُعد بطولهم أو بقصرهم، وإنما العبرة بالدين والأخلاق، والحمد لله هذا متوفر بشهادتك، فاتركي التردد، ولا تترددي في القبول بهذا الشاب الذي تقدّم لك، وكونه طرق الباب مرة أخرى هذا دليل أيضًا على أنه متمسّكٌ بك، ودليل على أنه حريص على أن يُكمل حياته معك.

كان بودِّنا أن نعرف أسباب الخلاف، هل هذا هو السبب الوحيد أم هناك أسباب أخرى؟ لكن مرة أخرى: نؤكد أن وجود الدين والأخلاق والعلم والصفات المطلوبة – كما أشرتِ – هذا كاف في تجاوز بقية النقائص.

فكلُّ عيبٍ فإن الدين يَجْبُرُه **** وما لكسر قناة الدِّينِ جُبران

فلا تظلمي نفسك بتفويت هذه الفرصة، واعلمي أن الأمر كما قلتِ: لن تجدي رجلاً بلا نقائص، كما أنك لستِ خالية من العيوب، فنحن رجالاً ونساءً بشر، والنقصُ يُطاردُنا، فلا تُضيّعي هذه الفرصة، ونحن في زمانٍ قلَّ أن تجد فيه الفتاة صاحب الدين والأخلاق والعلم ويأتي يطرُقُ الباب، بل يُكرِّر الطرق للأبواب، هذا كلّها فرص ما ينبغي أن تُضيِّعيها، وأنت في مقام بناتنا وأخواتنا، ونحن لا نرضى لك تفويت مثل هذه الفرص الرائعة.

أمَّا كونك تُركزين على مسألة طول القامة والقصر هذا أمرٌ أرجو أن تخرجي منه، فأنت ستتزوجين الرجل لا طوله ولا قصره، الذي فيه الصفات الأساسية التي علَّمنا إياها رسولنا، الذي قال للمرأة وأوليائها: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) وفي رواية: (دينه وأمانته)، وهذا متوفِّرٌ ولله الحمد في الشاب المتقّدم، ولذلك أرجو ألَّا تقفي عند هذا الشرط، ولا تغتمِّي أو تهتمّي بنظر الناس أو كلام الناس، ابني حياتك على قناعاتك الخاصّة، بل ابني حياتك على توجيهات النبي عليه صلاة الله وسلامه، لتنالي الخير والاستقرار والسعادة في حياتك.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً