الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أراجع ما حفظته من القرآن الكريم؟ أفيدوني بنصحكم.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

من المعلوم أنه في فترة الدراسة يجب علينا حفظ بعض السور من القرآن الكريم، لكن -للأسف- مع مرور الوقت نسيت الكثير مما حفظته سواء في مرحلة الطفولة، أو سواء في بداية مرحلة الشباب، وليس هناك مبرر لهذا الأمر سوى الإهمال الذي كان يطبع شخصيتي سابقا بشكل ملحوظ، أما الآن -فالحمد لله- أحاول قليلا دفع هذه الخصلة، وقد قيل بحرمة هذا الأمر.

قررت مؤخرا حفظ القرآن من بدايته إلى نهايته بالقواعد التجويدية، إلى جانب قراءة تفسير كل ما أحفظه، لكنني محتارة هل أحفظ من البداية أم أراجع ما سبق؟ علما أن هذا قد يستغرق مني وقتا، -فأنا حائض هذه الفترة-، ولم أضبط القواعد جيدا بعد، كما أن ذاكرتي ضعيفة بعض الشيء، والحفظ كاملا سيستغرق سنوات إن شاء الله.

انصحوني من فضلكم ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهام حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على ثقتك بنا، واعلمي أننا هنا من أجلك.

بالنسبة لمشكلتك في حفظك للقرآن وتفلته منك، ورغبتك الأكيدة في تحسين مستوى الحفظ لديك، مع وجود ضعف في الذاكرة بعض الشيء، أقول لك: إن ما تشعرين به يشعر به الكثير ممن لديه همة، ويرغب في تطوير نفسه وتحصيل الأفضل، والحل بسيط وفي متناول يديك، ما عليك إلا باتباع الآتي:

1ـ ضعي لك هدفا من حفظ كتاب الله -عز وجل-، مع استشعار أهمية مصاحبة القرآن وتدبر آياته وتطبيق أحكامه، وإلباس والديك تاج الكرامة يوم القيامة، وإعلاء منزلتك في الجنة، وحفظك في الدنيا وتوفيقك.

2ـ اعلمي أن الأهم تلاوة القرآن يومياً، ثم البدء بالحفظ قدر الاستطاعة، ومن أجل تسهيل الحفظ لديك ضعي جدولا زمنيا ضمن خطة للحفظ، واجعليها خطة بعيدة المدى (أي سنتين مثلاً) تتمين خلالها الحفظ، ولا تنسي أن تخصصي وقتا للحفظ الجديد، ووقتا لمراجعة حفظك القديم.

3ـ التحقي بمركز تحفيظ لتعلم التجويد من أجل إتقان الحفظ، وبهدف التعرف على أخوات لديهن نفس الهمة، فمن خلال المصاحبة الصالحة تزيد الهمة، ويتجدد النشاط والتنافس في الخير.

4ـ نظمي وقتك خلال اليوم، واجعلي أوقاتا محددة لبرامج التواصل الاجتماعي؛ لأن التواصل الإلكتروني من أكبر المشتتات في عصرنا الحاضر، ويسرق أوقاتنا ونخسر الكثير من صحتنا، ويؤثر سلباً على قدراتنا العقلية من تركيز وحفظ وغيره.

5ـ تناولي الأطعمة التي تزيد من القدرات العقلية والصحة البدنية.

6ـ أما في فترة الحيض فقد أجاز العلماء متابعة المراجعة والحفظ من كتب التفسير، أو بإمكانك استخدام جهاز اللاب توب للتلاوة والمراجعة خلال فترة الحيض.

ختاماً: أسأل الله -عز وجل- أن ييسر لك حفظ القرآن، وأن يجعلك من الهداة المهتدين، ويخدم بك الإسلام والمسلمين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً